اسم الکتاب : الاتجاهات الفكرية لجمعية العلماء والطرق الصوفية المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 83
كما دعا
إلى إصلاح العقيدة وتنقيتها من الخرافات، ولهذا ركز على إصلاح الأزهر، وأكد على
ضرورة التكامل بين الدين والعلم من جهة، وبين العقل والوجدان من جهة أخرى؛ لأن
الدين الكامل هو علم وذوق، أو فكر ووجدان[1].
2 ــ الإصلاح اللغوي: فقد أدرك محمد عبده أن دعوته للاتصال
بالغرب لن تحظى بالأهمية في ظل جمود اللغة العربية وهجمات المستشرقين عليها، فنهض
(عام 1892 م) –مع أصدقائه– لتكوين أول مجمع للغة
العربية في مصر، وهو (المجمع البكري) من أجل إصلاح اللغة
العربية وجعلها أداة صالحة للمساهمة في التحرير الفكري.
3 ــ الإصلاح السياسي: فقد دعا محمد عبده إلى إيقاظ الرأي العام
إزاء الحاكم، فكما للحاكم حق على الشعب، كذلك للشعب حق على الحاكم، وكانت دعوته عن
طريق الصحافة والتعليم ومجلس الشورى[2].
ونرى من خلال هذا العرض المختصر لمشروع محمد عبده الإصلاحي توافقا تاما مع الجمعية، ولذلك
نراها تثني عليه، بل تعتمده، بل تعتبر له الفضل في السبق والريادة والأستاذية.
وربما
تعود بوادر هذا التأثير إلى زيارة الشيخ محمد عبده للجزائر، حيث استقبل
استقبالا حافلا كان له تأثيره النفسي في الجزائريين لتقبل الإصلاح على الطريقة
التنويرية، حتى أن البعض يعتبر من الدوافع الكبرى للإصلاح تلك الزيارة، يقول عمار
طالبي: (ومن الدوافع التي أدت
إلى الإصلاح كذلك وساعدت عليه- إلى جانب المجلات والجرائد والكتب التي كانت تصل
إلى الجزائر- زيارة الأستاذ محمد عبده إلى تونس والجزائر سنة
1321هـ (1903) في الصيف وقد مهد لتأثير هذه الزيارة، مجلة المنار، ومن قبلها
العروة الوثقى،