اسم الکتاب : الاتجاهات الفكرية لجمعية العلماء والطرق الصوفية المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 369
ثم عقب عليه بقوله: (فلتتأمل يا حضرة الأخ قوله: في درجات الكمال
البشري بعد النبوة)[1]
بل إنه فوق
ذلك ينقل عن الشيخ محمد عبده نصا مهما
يعبر عن منهج إصلاحي ذكره الشيخ يدل على مدى اهتمامه بالتصوف ومدى تعلقه به، وهو
ما ذكره تلميذه العلامة رشيد رضا قال: (قال
لي يعني (الشيخ محمد عبده) مرة أخرى:
إن بقاء الأزهر متداعياً على حاله في هذا العصر محال، فهو إما أن يعمر، وإما أن
يتم خرابه، وإني أبذل الجهد المستطاع في عمرانه، فإذا دفعتني الصوارف إلى الإياس
من إصلاحه، فإني لا آيس من الإصلاح الإسلامي، بل أترك الحكومة، واختار أفراداً من
المستعدين فأربيهم على طريقة التصوف التي ربيت عليها، ليكونوا خلفاء لي في خدمة
الإسلام) [2]
ويعلق على
هذا بقوله: (ولاشك أن بهذا النقل تتجلى لك نفسية الشيخ محمد عبده في أجلى
مظاهرها من جهة علاقته بالتصوف)[3]
بل إنه يذكر
أن سر العلاقة الحميمية التي جمعته بالشيخ الأفغاني كان مبدؤها
التصوف، فيقول: (وبالجملة إن رغبتهم في الفن هي التي جمعتهم
[1] ابن عليوة، الناصر المعروف بالذب عن مجد التصوف، ص72.