اسم الکتاب : الاتجاهات الفكرية لجمعية العلماء والطرق الصوفية المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 367
احترامهم له يخالفونه فيما
يرتبط بالتصوف، وكأنه بذلك يريد أن ينفي صلتهم به ليؤكد صلتهم بالوهابية.
فقد جاء في
معرض رده على ما تبثه الجمعية وغيرها من المواقف ضد التصوف - بعد إيراده للنصوص
المنقولة عن كثير من العلماء المتقدمين -: (ظهر لي أن أزيدكم نافلة مما ينقل عن
نقاد المتأخرين وممن اشتهر بالذكر في الخافقين خصوصاً بين أبناء العصر الآخر كجناب
الشيخ محمد عبده رحمه الله،
وها أنا الآن أتكلم فيما يخص جنابه، لا من ناحية كونه كان صوفياً بأتم معنى
الكلمة) [1]
وقد بدأ
حديثه عنه، وبيان مخالفة الجمعية له، ببيان علاقته القديمة بالصوفية، ونقل من ذلك
ما ذكره الشيخ رشيد رضا – الذي كان
من أخص أتباع الشيخ محمد عبده ــ وسنرى
ذلك في الجزء الثالث من هذه السلسلة عند بيان موقف الطرق الصوفية من ضرورة الشيخ
المربي.
وبعد أن نقل
ذلك قال: ( وفي ظني أن هذا النقل كاف في صحة ما أثبتناه من كون الأستاذ المذكور
كان صوفياً حقيقياً، أو تقول كان صوفياً بكل معنى الكلمة) [2]
بل إنه ذكر
أن الشيخ محمد عبده لم يكن
صوفيا سلوكيا فقط، بل كان فوق ذلك صوفيا عرفانيا، يقول الشيخ ابن عليوة: (أما
معلوماته في مشرب القوم
[1] ابن عليوة، الناصر المعروف بالذب عن مجد التصوف، ص67.
[2] ابن عليوة، الناصر المعروف بالذب عن مجد التصوف، ص69.
اسم الکتاب : الاتجاهات الفكرية لجمعية العلماء والطرق الصوفية المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 367