اسم الکتاب : الاتجاهات الفكرية لجمعية العلماء والطرق الصوفية المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 296
الكبار أن يوجه الشيخ ابن عليوة إلى الطريق الصحيح في السلوك، وقد استفاد منه كثيرا، بل تحول تحولا جذريا.
ولهذا
كان من مقتضى ما ذكره الإبراهيمي أن لا يكتفي بما تفعله العيساوية، بل يعلم أن في الطرق الصوفية رجالا
كثيرين مثل الشيخ محمد البوزيدي، وأنه لا يصح لذلك التعميم.
أما
تعظيم المشايخ والتأدب معهم، والذي اعتبره الإبراهيمي وغيره من الخرافة، فليس كذلك، بل إنه لولا تعظيم الطرق الصوفية لمشايخهم
لما استطاع رجال المقاومة أن يجندوا تلك الآلاف المؤلفة في حرب المستعمر.
بل
إن من النتائج الخطيرة التي أفرزها التوجه السلفي وتوجه الجمعية بناء عليه هو عدم
احترام العلماء والصالحين، وذلك أدى إلى عدم احترام الدين نفسه، لأن أول من يمثل
الدين هم العلماء والصالحون.
المطلب الثاني: الوقوع
في الكفر والشرك
وهذه التهمة الخطيرة
التي لم تصب على مشايخ الطرق الصوفية فقط، وإنما صبت على العوام أيضا هي نتيجة
حتمية للتأثر المبالغ فيه من طرف علماء الجمعية بالتيار الوهابي الجارف، والذي لم
يستنكف عن تكفير العوام بحجة أنهم – لزيارتهم الأضرحة أو
تعلقهم بالصالحين – قد وقعوا في الشرك الجلي، وقد كان دليل الجمعية
أو المتشددين من أعضائها على رمي الطرق الصوفية بهذا الأدلة التالية:
اسم الکتاب : الاتجاهات الفكرية لجمعية العلماء والطرق الصوفية المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 296