اسم الکتاب : الاتجاهات الفكرية لجمعية العلماء والطرق الصوفية المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 261
البصر وتصرف يدك في أمر لا يكون لرجلك
وهكذا جميع قواك فتنزل كل عضو منك فيما خلق له كذلك وإن اشترك المسلمون في الإسلام
وساويت بينهم فأعط العالم حقه من التعظيم والإصغاء إلى ما يأتي به وأعط الجاهل حقه
من تذكرك إياه وتنبيهه على طلب العلم والسعادة وأعط الغافل حقه بأن توقظه من نوم
غفلته بالتذكر لما غفل عنه مما هو عالم به غير مستعمل علمه وكذلك الطائع والمخالف)[1]
وبناء على هذا قسم الشيخ
ابن عليوة الناس إلى ثلاث طبقات
بحسب حركاتهم الفكرية والبدنية، فأعلى طبقة على مستوى الحركة الفكرية هم العلماء
من رجال الدين، أما أعلى مستوى الحركة البدنية فيمثلها ذوي النفوذ السياسي والمالي
والجاه[2].
ثانيا ــ إزالة الفوارق الاجتماعية
ومن هنا سعت إلى إزالة الفوارق الاجتماعية بين الفئات
والشرائح المختلفة فقربت بين الفقراء والأغنياء والعلماء والأميين والشرفاء
وغيرهم، وحصرتهم جميعا في بوتقة واحدة.
ثالثا ــ الصلح بين المتخاصمين
وهذه من وظائف الزوايا
في جميع بلاد العالم الإسلامي، فمكانة الشيخ الروحية في المجتمع تجعل له من السلطة
ما يستطيع به أن يتوسط بين المتخاصمين، ويفرض ما يراه حلا سليما بينهم، سواء كان
ذلك على مستوى الأفراد أو القبائل أو حتى مع ممثلي السلطة[3].
بل في بعض الحالات يتدخل
شيخ الزاوية لتحقيق الصلح بين المتنازعين على السلطة،