يقول
الطاهر بن الواضح الزعموشي واصفا ما يحثل في تلك السياحات: (..وقد كنت سحت معه [ أي الشيخ ] لعاصمة
الجزائر الجزائر والقطر الزواوي وبلدة البرج، وما رأيت تذكيره في جميع ذلك يخرج عن دائرة النصيحة، وهذا من
جهة ما يرجع لتعففه عما بأيدي الناس) [2]
وكان
الشيخ ابن عليوة – على حسب ما يشهد
الكثير من مريديه –
يوصي أتباعه بقصد الأماكن المختلفة، وخصوصا تلك التي تتعرض للانحراف، لحرصا منهم
على بث الشرائع الدينية والسنن المحمدية[3]، وكان يوصيهم بعدم قبول الزيارة إذا أعطاها الناس لهم، وبرفع الهمة ما
استطاعوا حتى عن الأكل والشرب، وأن لا يطلبوا من الناس إلا الماء للوضوء ويقولون
لهم إنما قصدناكم لتأخذوا منا الطريق أو على الأقل تعاهدوننا على المواظبة على
الصلاة في أوقاتها مع تقوى الله ما أمكن[4].
المطلب الثالث: التصوف العرفاني
وعلاقة الطرق الصوفية به
ذكرنا سابقا أن التصوف العرفاني هو تصوف النخبة لا
العوام لصعوبته، ولافتقاره إلى السلوك الخاص، لعل أبرز من مثل هذا النوع من التصوف
في عهد جمعية العلماء المسلمين الجزائريين هو الشيخ ابن عليوة، فقد كانت كتبه وقصائده طافحة بالتعبيرات
التي لا تختلف كثيرا عن تعبيرات أساتذة هذا النوع من التصوف.
[1] الحاج مصطفى العشعاشي،
السلسلة الذهبية في التعريف برجال الطريقة الدرقاوية، تحقيق وتحرير مصطفى يلس شاوش ابن الحاج محمد، مطبعة سقال، تلمسان، الجزائر. ص 102،
[2] الشهائد والفتاوى فيما
صح لدى العلماء من أمر ؤ الشيخ العلاوي، جمع بن عبد الباري محمد، ط1، المطبعة التونسية، تونس، 1344 – 1925، ص 179.