اسم الکتاب : الاتجاهات الفكرية لجمعية العلماء والطرق الصوفية المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 214
وله اختيار
إلى أن ينتهي إلى هذا الحد واختيار في استدامة هذه الحالة بدفع الوسواس، وليس له
اختيار في استجلاب رحمة الله تعالى، بل هو بما فعله صار متعرضا لنفحات رحمة الله،
فلا يبقى إلا الانتظار لما يفتح الله من الرحمة كما فتحها على الأنبياء والأولياء
بهذه الطريق)[1]
ثالثا ــ ميسرات السلوك ومنشطاته:
وهو ركن من
أركان جميع الطرق الصوفية، فهي لا تكتفي بما رأينا من ممارسات قد تجلب الملل
لمريديها بسببها، بل تضيف إليها ما يمكن تسميته (الترفيه الديني) الذي يدخل فيه
السياحة والغناء والإنشاد، بل حتى الرقص.
وكما رأينا
حرص الصوفية على عدم الغفلة في أي لحظة من اللحظات عن ذكر الله، فقد حرصوا على ربط
كل سلوكاتهم بذكر الله حتى الغناء والرقص ربطوه بذكر الله، وجعلوا له طقوسا خاصة
كانت محل إنكار شديد من الاتجاه السلفي، وكان لذلك أثره في موقف الجمعية من الطرق
الصوفية.
وبناء على
هذا سنذكر هنا مظهرين من مظاهر هذا الترفيه الروحي، تاركين تفاصيل الأدلة
والمناقشات الفقهية إلى محلها من الجزء الثالث من هذه السلسلة.
1 ــ
السماع والرقص:
ربما تكون هذه الناحية من التصوف السلوكي
هي أكثر النواحي إثارة للمعادين للتصوف، وخصوصا من أعضاء جمعية العلماء المسلمين
الجزائريين الذين جعلوا من الغناء والرقص الطرقي وخاصة المنتسب للطريقة العلوية
مادة للتنفير من التصوف وطرقه.
فهذا أحمد توفيق المدني يصف جمعا من جموع الطريقة العلاوية في
العاصمة مستنكرا له، فيقول: ( قال لي الأخ محمد رضا الأكحل – وكنا في أواخر شهر تموز/يوليو (جويلية)