اسم الکتاب : الاتجاهات الفكرية لجمعية العلماء والطرق الصوفية المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 202
وكيفيتها،
ونترك الحديث عن التفاصيل الشرعية المرتبطة بها إلى الجزء الثالث من هذه السلسلة،
لمناقشة أدلة الفريقين الجمعية والطرق الصوفية.
تعريف الخلوة:
لغة: الخلوة :
يقصد بالخلوة عدة معان، كلها له علاقة بالمعنى الاصلاحي، منها[1]:
ــ خلا بمعنى انفرد
وانتهى إلي خلوة كقوله تعالى : { اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوْ اطْرَحُوهُ أَرْضًا
يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ } [يوسف:9]
- خلا بمعنى سبق ومضى،
ومنه قوله تعالى : { كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي
الأَيَّامِ الْخَالِيَةِ }
[الحاقة:24]
- وخليت فلانا تركته،
يقال لكل ترك تخلية، نحو قوله تعالى : { فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ
وَآتَوْا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ }
[التوبة:5]
اصطلاحا: يقصد
بالخلوة عند الصوفية عموما ما ورد في المعنى الأول من المعاني اللغوية، وهو
الانفراد والوحدة والتخلي لذكر الله، وقد عرفها الكاشاني، فقال: (
الخلوة عند الصوفية، محادثة السر مع الحق بحيث لا يرى غيره، هذا حقيقة الخلوة
ومعناها، وأما صورتها فهي ما يتوصل به إلى هذا المعنى من التبتل إلى الله
والانقطاع عن الغير)[2]
وعرفها الحكيم الترمذي بقوله:
(الخلوة: هي انقطاع من الخلق إلى الخالق، لأن سفر النفس إلى القلب،
ومن القلب إلى الروح، ومن الروح إلى السر، ومن السر إلى خالق
الكل.. ومسافة هذا السفر بعيدة جداً بالنسبة إلى النفس،
وقريبة جداً بالنسبة إلى الله تعالى)[3]
[1] لسان العرب
11/218، والمفردات ص158، وكتاب العين 4/306.