اسم الکتاب : الاتجاهات الفكرية لجمعية العلماء والطرق الصوفية المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 201
ثم إنه ذكر مرجعه في وصفها وهو مرجع مجهول
لم يسمه، ولسنا ندري قيمة هذا السند في علم الحديث، بالإضافة إلى هذا، فقد كان
الشيخ العربي التبسي أزهريا، وكان في الأزهر ونواحيه خلوات
صوفية لطرق كثيرة، ولم تكن أقل من الخلوة العليوية، أفلم يكن له فرصة للاطلاع
عليها، أو البحث في أسبابها؟
بل لم يكن بحاجة إلى هذا كله، فلو أنه قرأ (إحياء
علوم الدين )، وهو من الكتب المعروفة التي لا يخلو منها بيت، ولا يكاد يمر عليها
طالب علم دون أن يقرأها، لوجد في الإحياء وصفا للخلوة العليوية يغنيه عن ذلك الوصف
المجهول السند.
ولم يكن العربي التبسي وحده صاحب
هذا المنهج، بل كل أعضاء الجمعية - للأسف- الذين اتخدوا النقد منهجا، من غير أن
يؤسسوا نقدهم على الأسس العلمية الصحيحة، وأولها مراجعة أصحاب الشأن للتعرف على
الحقيقة من بابها.
وأحب قبل أن نفصل
الكلام في تعريف الخلوة وهيأتها والغرض منها أن أذكر أن حديثي فيها ليس نظريا فقط،
بل شرفني الله في وقت الشيخ محمد بلقايد رحمه الله
شيخ الطريقة الهبرية، والتي هي فرع عن الطريقة الشاذلية الدرقاوية أن أدخل
الخلوة، وأرى ما فيها، وهو نفس ما تمارسه الطريقة العلاوية.
وأشهد الله بناء على
تلك المعاينة أن تلك الخلوة لم تكن إلا تفرغا لذكر الله، ولم يحدث فيها أي مخالفة
شرعية، وقد اكتشفت من خلالها عظم فقه من أسسوها ونظروا لها، فتأثيرها يمتد في
النفس إلى أعماق أعماقها، ويبقى تأثيرها وحلاوتها أمدا طويلا.
وكم كنت أتمنى أن
الحركة الإسلامية مع اهتمامها بالنشاطات الكشفية والمخيمات الصيفية وغير الصيفية
أن تضيف الخلوة الروحية إلى برامج تربيتها عساها تتخلص من تلك السطحية التي يعاني
منها الكثير من أتباعها للأسف.
بعد هذا الاستطراد الذي
رأينا ضرورته نتحدث هنا عن تعريف الخلوة والغاية منها
اسم الکتاب : الاتجاهات الفكرية لجمعية العلماء والطرق الصوفية المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 201