اسم الکتاب : الاتجاهات الفكرية لجمعية العلماء والطرق الصوفية المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 199
فالشيعة –كأكثر الطرق
الصوفية- أيضا يرددونها، وهم ينسبونها للحسين، ولا يهم مصدرها فمعانيها العميقة
دليل على أنها صدرت من قلب عارف.
2 ــ الخلوة:
لم يكتف الصوفية
بالالتزام بالأذكار والأوراد التي يعمرون بها أكثر أوقاتهم، وإنما ضموا إليها
الالتزام بما يسمونه (الخلوة)، إما في أزمنة معينة، أو مدد معينة كالخلوة الأربعينية والخلوة الأسبوعية[1].
وهم يتفقون سلفهم
وخلفهم على أهميتها وضرورتها للسلوك، ويشرطون للمختلي حال خلوته، كما يذكر أبو
عثمان المغربى (ت:373هـ)
أن (يكون خاليا من جميع الأذكار إلا ذكر ربه، وخاليا من جميع الإرادات إلا رضا
ربه، وخاليا من مطالبة النفس من جميع الأسباب، فإن لم يكن بهذه الصفة فإن خلوته
توقعه فى فتنة أو بلية)[2]
وقد كانت الخلوة – خصوصا – محل سخرية
ونقد شديد من طرف رجال جمعية العلماء، وخصوصا الخلوة التي كانت تقيمها الطريقة
العلاوية، والتي كتب فيها الشيخ العربي التبسي مقالا
مشهورا بعنوان: (الخلــوة العليويـة هل هـي مـن الإســـلام)[3]
والعجيب أن هذا المقال
صار مرجعا للباحثين في (الخلوة الصوفية)، ومن خلاله، لا من
[1] الخلوة
الأربعينية هي (الخلوة المنسوبة
إلى
أربعين يوماً وليلة، وهي – كما يذكر الصوفية- ميقات موسى u في مناجاة
ربه، ومدة تخمير طينة آدم u، حتى استعد لنفخ الروح فيه عن أمر الله تعالى. وهي
خلوة مشهورة عند أرباب الطريق، ولها شروط وآداب)، أما الخلوة الأسبوعية، فقد
عرفها أبو الهدى الصيادي الرفاعي
بقوله: (هي
عبارة عن اعتكاف يشتمل على، صيام، وقيام، وتريض في الطعام، واشتغال بذكر الله
الملك العلام، وعزلة عن الخلق بصدق الالتجاء إلى الحق) (انظر: السيد محمد أبو الهدى
الصيادي الرفاعي، قلادة الجواهر في ذكر الغوث الرفاعي واتباعه الأكابر، دار الكتب
العلمية، بيروت، ط1، 1980، ص 311)