اسم الکتاب : الاتجاهات الفكرية لجمعية العلماء والطرق الصوفية المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 188
من الله
ورسوله وهو المعبّر عنه بإمام الراتب، وإن لم يجد من يتبعه في توجهه إلى الله عزّ
وجلّ فعليه أن ينوي الإمامة ليحصل له فضل الجماعة، وعلى الله الكمال) [1]
وكما ذكرنا أهمية الشيخ وضرورة التسليم له، فإنا نحب
أن ننبه هنا - من باب الحقيقة والواقع - أن الكثير من المشايخ استغلوا هذا التسليم
لمصالحهم الشخصية، فأساءوا إلى الإسلام وأساءوا إلى التصوف، ولو أن النقد الموجه
من طرف الجمعية ركز على هؤلاء، ولم يعمم إلى الكل لكان ذلك أفضل من التعميم، فـ
{لَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى } [الأنعام: 164]
2 ــ الذكر:
يمثل الذكر الركن
الأساسي في السلوك الصوفي، ولهذا لا نجد طريقة من دون أوراد أو أذكار، بل إن
الاختلاف بين الطرق يكاد ينحصر في أنواع الأذكار وأعدادها وهيئاتها، وهو ما كان
محل خلاف بينها وبين المخالفين لها كما سنرى في محله.
بناء على هذه الأهمية
التي يكتسيها الذكر في السلوك الصوفي نحاول أن نبين هنا – باختصار – محل الذكر
وأهميته ودوره عند السلوكيين من الصوفية، أما ما يتعلق بالخلاف الذي حصل حوله بين
الطرق والجمعية وأدلة كل فريق، فسنتركها للباب الرابع المخصص لهذه المناقشات.
تعريفه:
لغة: هو الحفظ
للشيء، وجريانه على اللسان، وهو - لغة- نوعان[2]:
1- ذكر بالقلب، ويراد
به هيئة للنفس بها يمكن للإنسان أن يحفظ ما يقتنيه من المعرفة،
[1] ابن عليوة، المنح القدوسية في شرح المرشد المعين على الطريقة الصوفية، 262.
[2] محمد بن أبي
بكر بن عبدالقادر الرازي، مختار الصحاح، تحقيق : محمود خاطر، مكتبة لبنان ناشرون – بيروت، ص 93، وانظر:
لسان العرب 4/308، والمفردات ص179.
اسم الکتاب : الاتجاهات الفكرية لجمعية العلماء والطرق الصوفية المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 188