اسم الکتاب : الاتجاهات الفكرية لجمعية العلماء والطرق الصوفية المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 186
يضمنه الشيخ المدين منهم لدى الدائنين، وقد يقترض لأجلهم[1].
مع العلم أن المريدين
كانوا يتنافسون على هذه الخدمة، ولو كان فيها أي أذى لهم، لما كان ذلك التنافس.
بعد هذا فإن الشيخ ابن
عليوة – كما يذكر
جميع المقربين له- كان أقرب إلى الزهد، ولم يكن له أولاد، ووقف كل أمواله على
الزاوية.
ولكن الجمعية للأسف لم
تكن تنظر إلى كل ذلك، ولم تكن تنظر إلى تلك الخدمة الإجبارية التي يقوم بها شباب
الجزائر في خدمة المصالح الاستعمارية، بل يقدمون أنفسهم فداء لها، ويكتفون بالشيخ
وبالطرق الصوفية، ولم يكلفوا أنفسم البحث عن سر ذلك.
وبما أن القيام بمثل
هذه الخدمات وغيرها والصبر على هذا النوع من السلوك يحتاج من المريد إلى التسليم
للشيخ وعدم الاعتراض عليه، لأنه لا يمكن أن يشفى من المرض من يعترض على طبيبه يذكر
الصوفية أن من آداب المريد التسليم للشيخ وطاعته في جميع أوامره ونصائحه، من باب
التسليم لذي الاختصاص والخبرة بعد الإيمان الجازم بمقدمات فكرية أساسية، منها
التصديق الراسخ بإذنه وأهليته واختصاصه وحكمته وأنه جمع بين الشريعة والحقيقة.
ومنها عدم الاعتراض على
شيخه في طريقة تربية مريديه، لأنه مجتهد في هذا الباب عن علم واختصاص وخبرة، كما
لا ينبغي أن يفتح على نفسه باب النقد لكل تصرف من تصرفات شيخه، فهذا من شأنه أن
يضعف ثقته به ويحجب عنه خيراً كثيراً ويقطع الصلة القلبية والمدد الروحي بينه وبين
شيخه.
وينقلون في هذا عن بعض
المشايخ قوله: (من فتح باب الاعتراض على المشايخ والنظر
[1] اتصال هاتفي مع الحاج
مراد بن تونس بتاريخ 3/12/2006، قامت به الباحثة غزالة بوغانم، انظر: الطريقة العلاوية في الجزائر ومكانتها الدينية والاجتماعية 1934 – 1909، ص121.
اسم الکتاب : الاتجاهات الفكرية لجمعية العلماء والطرق الصوفية المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 186