اسم الکتاب : الاتجاهات الفكرية لجمعية العلماء والطرق الصوفية المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 172
وممن
أيد هذا الاتجاه الدكتور حسين المروة في كتابه (النزعات
المادية في الفلسفة العربية والإسلامية)، فقد قال: (لكن التصوف أخذ بعد ذلك
ليتحول إلى حركة وحيدة الجانب بدا هذا التحول بطغيان الأساليب الآلية الجسدية على
أساليب النظر الفلسفي، ثم انتهى إلى نظم وتقاليد وطقوس شكلية خاصة، فانقسمت حركة
التصوف إلي طرق و(مشيخات) على أساس هذه الشكليات البهلوانية وحدها، وبذلك فرغت
الحركة نهائيا من مضمونها الإيديولوجي بل انقلبت إلى حركة رجعية طفيلية لعبت دورا
خطيرا في عملية التخدير الاجتماعي وفي خدمة اديولوجية الطبقات الرجعية)[1]
وبذلك فإن الطريقة عند
الدكتور حسين مروة هي (حركة رجعية طفيلية لعبت دورا خطيرا
في عملية التخدير الاجتماعي وفي خدمة اديولوجية الطبقات الرجعية)
وقد ذكرنا حديثه مع طوله حتى نبين أن الكاتب – كشأن كثير من الباحثين- يفرق بين التصوف والطرق
الصوفية، فبينما يمدح التصوف أو على الأقل يتقبله نجده يرفض الطريقة باعتبارها
انحرافا عن التصوف.
وهذا الموقف هو الموقف
الذي وقفه أكثر علماء الجمعية – وخاصة المعتدلون منهم-
وذلك من خلال تفريقهم بين متقدمي الصوفي، وبين ما هو عليه رجال الطرق.
فقد اعتبر رجال الجمعية
الكثير من مشايخ الصوفية المتقدمين، وأثنوا عليهم، وفرقوا بينهم وبين الطرق
الصوفية، ومن ذلك ما عبر به الشيخ العربي التبسي في مقارنة
له بين الطرق الصوفية وبين مشايخ الصوفية الأوائل، فقال:( الحق أن متصوفة الزمان
ومن تقدمهم بزمن كانوا وصمة عار لا تنمحي، ونقطة سوداء في جبين الإسـلام البـريء
من النقص، والمسـلمين الذين فهموا الإسـلام كما رأوا صاحبه وأهـل التصوف الحقيقي،
أمثال : الجنيد
[1] حسين مروة، النزاعات
المادية في الفلسفة العربية الإسلامية، بيروت: دار الفارابي، الطبعة الثالثة،
1980، 2/ 315.
اسم الکتاب : الاتجاهات الفكرية لجمعية العلماء والطرق الصوفية المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 172