اسم الکتاب : الاتجاهات الفكرية لجمعية العلماء والطرق الصوفية المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 138
اختلفت
مراتب المدعوين في سرعة التلقّي بالقبول) [1]
4 ــ نجاحها في توجيه
الأمة إلى القرآن الكريم، وحملها على التدبّر في معانيه بعد أن كانت معرضة (مشغولة
عنه بما لا يفيد، معتقدة فيه العقائد السخيفة مستغنية عن فهمه بحفظه مع تقصيرها في
أداء لفظه، مستعيضة عن تلاوته بتلاوة الأوراد والأذكار، وعن دراسته بدراسة كتب
جافّة من وضع المخلوق لا تبعث في النفس نشاطًا ولا تنشر في القلوب حياة ولا تغرس
في الأفئدة فضيلة، ولا تقتلع منها رذيلة، ولا تشرف على القلوب المظلمة بنور،
ولكنها بدأت اليوم ترجع إلى القرآن وتستجلي أنوار الهداية وأسرار الكائنات من
آياته، وتأخذ الحياة قوية من تعاليمه، وكأنها برجوعها إلى القرآن تجدد نفسها
وتستأنف في الحياة تاريخها، وعسى أن تنتهي من هذه الوجهة الجديدة إلى غايتها،
فتنتهي إلى السعادة والخير) [2]
5 ــ نجاحها في توحيد
المجتمع وجمع طوائف عظيمة منه على الحق (بعد أن كانت كلها متفرقة على الباطل،
واستطاعت أن تعلمهم معنى الاجتماع على الحق والخير وكيفية الاجتماع على الحق
والخير، وتحبّب إلى نفوسهم كلمة الاجتماع وحضور المجتمعات بعد أن كانت لا تجتمع
إلا على شر أو مأثم..) [3]
6 – نجاحها في غرس الأخلاق
الفاضلية في (نفوس الأمة الجزائرية، فجمعية العلماء هي التي علمت الأمّة خلق
التضحية في الصالح العام، وخلق الصبر عليه ومطاولته وخلق القصد في الاعتقاد
والتفكير وخلق الاعتماد على النفس، وخلق الصراحة في القول والجرأة في الرأي
والكلام إلى ما يتصل بهذه الأخلاق من فروع ولوازم) [4]