اسم الکتاب : الاتجاهات الفكرية لجمعية العلماء والطرق الصوفية المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 137
ونقول
له إذا أجملنا: كن مسلمًا كما يريد منك القرآن وكفى) [1]
ونحسب أن الذين وجه إليهم الإبراهيمي هذا العتاب هم من أنكر على الجمعية
منهجها في مواجهة الطرق الصوفية وعدم اهتمامها الكبير بإقامة المجتمع لشعائره
التعبدية.
3 ــ نجاحها في تصحيح
عقائد المجتمع، وقد ذكر الإبراهيمي النسبة الكبيرة من
النجاح التي حققتها الجمعية في هذا الجانب، فقال: (ونجحت الجمعية- كذلك- نجاحًا
جليًا مشهودًا ظهرت آثاره للعيان وَلَمَسَهُ الموافق والمخالف والمعتدل والمتجانف،
في تصحيح عقائد الأمّة الجزائرية وتطهيرها من شوائب الشرك القولي والعملي التي شابتها،
فصحّت العقائد وصحّت لصحّتها الإرادات والعزائم)[2]
وذكر نماذج عن هذا
النجاح، وهي نفس النماذج التي يذكر الوهابيون عندما يسردون كرامات النجاح العجيبة
التي حققها الشيخ محمد بن عبد الوهاب، فقال: (أصبح المنتسبون
إلى الإصلاح ولو من العامة يخلصون لله في عباداتهم وإيمانهم ونذورهم وأدعيتهم،
ونبذوا كل ما كانوا عليه من عقد فاسد أو قول مُفْتَرى أو عمل مبتدع في هذه الأبواب
كلها، وأصبحوا يفرقون بين السنّة والبدعة والمشروع وغير المشروع ويعتقدون أن
الإنسان مجزي بعمله رهين بكسبه، وليست هذه النتيجة بالأمر اليسير) [3]
ثم بين الوسائل التي
استطاعت بواسطة الجمعية تحقيق هذا النجاح، فقال: (الحق أن هذه الآثار الجليلة كلها
راجعة إلى المقالات التي نشرتها صحف الإصلاح والدروس والمحاضرات التي ما زال
يلقيها دعاة الإصلاح المنتشرون في القطر. ولما كان الحق بينًا في نفسه سهل على
الداعين إليه بيانه والاستدلال عليه ونقض الشبهات القائمة حوله وإن