اسم الکتاب : الاتجاهات الفكرية لجمعية العلماء والطرق الصوفية المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 104
في الآخرة.
4ـ ودهري آخذ بالأسباب
الدنيوية، فهذا سعيد في الدنيا ويكون في الآخرة من الهالكين[1].
ويعبر عن النتيجة
العملية لهذا التحليل بقوله: (فلا يُفتنن المسلمون بعد علم هذا ما يرونه من حالهم
وحال من لا يدين دينهم. فإنّه لم يكن تأخّرهم لإيمانهم، بل بترك الأخذ بالأسباب
الذي هو سبب تأخرنا، من ضعف إيمانهم. ولم يتقدّم غيرهم بعدم إيمانهم، بل بأخذهم
بأسباب التقدّم في الحياة) [2]
وعلى هذا النمط نجد الأمثلة الكثيرة في تفسيره
ومقالاته، ومثله باقي مشايخ الجمعية، وخصوصا الإبراهيمي الذي كتبت الدراسات المطولة عنه في هذا
المجال.
ومع هذا نحب أن نعقب هنا على أن الجمعية وإن أفلحت في
دراسة السنن نظريا، لكنها في الواقع العملي لم تفلح كثيرا، فعلى الرغم من كثرة
الفرص التي وضعت أمامها إلا أنها لم تستغلها أحسن استغلال، بل تركت الفرصة
للعلمانيين واللادينيين ليسيروا دفة الحياة بعد أن انشغلت هي بحرب إيقاظ النائمين
باسم الجلالة، وحرب الذكر الجماعي، والسخرية من الخلوة العليوية.
وقد أشرنا إلى مثال على ذلك سابقا من النقد اللاذع
لمالك بن نبي فقيه السنن لها في هذه الناحية، وأشرنا
إلى ما حصل بينه وبين العربي التبسي بسبب قضايا ما كان ينبغي لها أن تكون محل
صراع.
5 ــ الانفتاح على المعارف
المختلفة:
وهي نقطة فارقة كبرى بين السلفية المحافظة والسلفية
التنويرية، وهي من الأمور التي