اسم الکتاب : جمعية العلماء المسلمين والطرق الصوفية و تاريخ العلاقة بينهما المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 192
المخالف، أو على الأقل قبلت المناظرة معه.
2 ــ مخالفته للاتجاه السلفي الذي يعتبر القول بأن والدي رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم في النار من مقتضيات العقيدة السلفية، وقد خالفهم ابن باديس في هذا، وشنوا عليه حملة شديدة بسبب هذا، وقد استدل على ذلمك بقوله تعالى: (وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا) [الإسراء: 15] ، و(أَنْ تَقُولُوا مَا جَاءَنَا مِنْ بَشِيرٍ وَلَا نَذِيرٍ فَقَدْ جَاءَكُمْ بَشِيرٌ وَنَذِيرٌ ) [المائدة: 19]، وغيرهما، ثم قال: (وكلها آيات قواطع في نجاة أهل الفترة، ولا يستثنى من ذلك إلا من جاء فيهم نص ثابت خاص كعمر بن لحي أول من سيب السوائب وبدل في شريعة إبراهيم وغير وحلل للعرب وحرم فأبوا النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم ناجيان بعموم هذه الأدلة)[289]
ثم إنه رد الحديث الوارد في ذلك مع علمه بأنه ورد في صحيح مسلم، وهذا ما أثار عليه سخط الاتجاه السلفي، فقال: ( ولا يعارض تلك القواطع حديث مسلم عن أنس: أن رجلا قال للنبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم: يا رسول الله، أين أبي؟ قال: في النار. فلما قفا الرجل دعاه فقال: إن أبي وأباك في النار)[290]
ثم علل ذلك بكونه (خبر آحاد فلا يعارض القواطع وهو قابل للتأويل، يحمل الأب على العم مجازا يحسنه المشاكلة اللفظية ومناسبته لجبر خاطر الرجل وذلك من رحمته a وكريم أخلاقه)[291]، وذلك نفس ما يقوله الصوفية ومن هو على شاكلتهم تماما.
3 ــ لاحظت عليه أدبا عظيما عند ذكر رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم فهو لا يكتفي بالصلاة العادية عليه، وإنما يشفعها دائما بالصلاة على آله، بل أفرد فصلا خاصا بالصلاة عليه وعلى آله، وهو يشبه