responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : التنويريون والصراع مع المقدسات المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 96

 

وفي إخباره تعالى عن كون هذه القضية مذكورة في الزبور إشارة صريحة إلى أن البشارة بالإمام المهدي ليست خاصة بهذه الأمة فقط، بل هو مبشر به في سائر الديانات.. فكلها يذكر وجود مخلص في آخر الزمان، وإن كانوا يختلفون في اسمه.

وبذلك لا يستعمل التنويريون عقولهم في مواجهة النصوص النبوية القطعية المتواترة المتفق عليها فقط، بل يقفون أيضا في وجه القرآن الكريم، وفي وجه كل الديانات التي تنص صراحة على وجود المخلص، وتنتظره، وتعقد آمالا كبيرة عليه.

وللأسف، فإن الموقف من الإمام المهدي على الرغم من الدلائل الكثيرة التي تدل عليه، لم يكن خاصا بالتنويريين الجدد، بل انضم إليهم الكثير من الحركيين، بل حتى من السلفيين الذين اشتهروا بتكفير كل من يكذب ولو حديثا واحدا من أحاديث رسول الله (صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم)، لكنهم مع أحاديث الإمام المهدي راحوا يتساهلون، بل يلتمسون الأعذار لمن أنكره، بل إن فيهم من تجرأ على إنكاره، ومع ذلك لم يتهم بتلك التهم التي اتهم بها من شكك في أحاديث لطم موسى عليه السلام لملك الموت وغيره.

وسر ذلك هو تلك القاعدة التي تبناها الجميع في اعتبار التشيع بدعة مطلقة، وشرا مطلقا، ولذلك فإن السنة عندهم هي مخالفة الشيعة، حتى لو جر ذلك الخلاف إلى خلاف رسول الله (صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم) نفسه.

وقد رأى الجميع مبلغ اهتمام الشيعة بالإمام المهدي، واعتباره مشروعا كاملا للمؤمن، يدخل في جميع أجزاء حياته، فبركاته عندهم لا يتنعم بها أهل عصره فقط، بل تتنعم بها كل العصور، لأنه يعيش في كل العصور.. ولذلك نجد من ألقابه عندهم [إمام العصر والزمان]

وهو عندهم أشبه بالشمس التي حجبها الغمام؛ فهم يتنعمون بها من خلف

اسم الکتاب : التنويريون والصراع مع المقدسات المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 96
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست