responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : التنويريون والصراع مع المقدسات المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 108

 

وهو أيضا ليس أشواقا روحية فقط، بل هو طاقة كبرى تجعلني أشعر بأن علي أن أقدّم أي هدية تليق بذلك الجناب الرفيع الذي جعله الله أملا للأمم، يصحح مسارها، ويعيد للإنسان الخليفة حقيقته ومكانته، بعد أن يخرجه من أسر الشياطين التي سجنته في سجونها قرونا طويلة.

وهذا ما يجعل من الانتظار حركة، لا كسلا، وعزيمة لا وهنا.. فالذي ينتظر الغالي عليه أن يقدم الغالي، حتى لا يلقاه ويداه فارغتان.

هذه مشاعري، والتي لا أستطيع أن أكبتها، أو أكتمها مخافة أن أتهم في عقلي وديني، لأني أشعر أن علاقتي به أعظم من كل علاقة.

وهي ليست صعبة، ولا أنا من ينفرد بها، بل هي ممكنة لكل شخص يسلم للنبوة، ويعلم أنها لا تقول إلا الخير، ولا ترشد إلا للخير.

أما دعاوى بعضهم؛ فهي ناشئة من تلك التصورات المرضية المبنية على عالم الملك، لا على عالم الملكوت، فهم يتصورون أن تعظيمهم للإمام المهدي يؤثر في تعيظمهم لرسول الله (صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم)، وهم لا يعلمون أن الإمام المهدي الذي هو حفيد رسول الله a، ليس سوى قطعة منه، فهو منه كما ورد في الحديث، ولذلك كان تعظيمه تعظيما لرسول الله (صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم)، ومحبته محبة لرسول الله (صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم)، والشوق إليه شوق لرسول الله a، ونصرته نصرة لرسول الله (صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم).

ولذلك لا نملك إلا أن نقول لأولئك الذين يتساءلون عن جدوى ظهوره أو خروجه أو وجوده: يحق لكم أن تتساءلوا، لأنكم تتصورون الدين بتلك الصورة البسيطة، الخالية من المشاعر المتدفقة نحو النبوة والولاية.. ذلك أنكم تتعاملون مع النبوة تعاملا جافا؛ فتختصرون دورها في دور ساعي البريد الذي يبلغ الرسالة، وينتهي

اسم الکتاب : التنويريون والصراع مع المقدسات المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 108
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست