responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : التنويريون والصراع مع المقدسات المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 107

 

ولذلك فإن على الذي يذكر عدم جدوى التبشير بالإمام المهدي واعتبار الدين قد كمل فلا حاجة إليه، أن ينكر أيضا حديث التجديد كل مائة سنة.. لأن الدين قد كمل، فلا حاجة للمجددين.

لكن العقل المزاجي الذي يقدم هواه على النصوص المقدسة، يتقن فنون الحيل، فيقبل ما يشاء من النصوص، ويرفض ما يشاء، من دون أن يدلي بأي سلطان أو أي حجة.

وأنا لا يمكنني في هذا المقام أن أذكر الفوائد التي تدل عليها تلك البشارة العظيمة بالإمام المهدي، ولكني أعبر عن نفسي فقط، وعن تأثير حضور الإمام المهدي في حياتي.. وليعتبرني من يشاء خرافيا أو ضالا أو متكاسلا أو ما شاء من الأسماء.

فأول شعور أشعره هو ذلك الشعور الذي شعره ورقة بن نوفل ومن معه من الأحبار الصادقين الذين كانوا يترقبون ظهور النبي الأمي الذي بشرت به الأنبياء؛ فأفنوا أعمارهم في ذلك الانتظار الجميل، الذي لا يختلف عن انتظار يعقوب عليه السلام ليوسف عليه السلام.

وهذا الشعور لا يمكن وصفه، ولا التعبير عنه، لأنه ذوق محض، ولذة محضة، فكلما ذكرت الإمام المهدي كلما دعتني الأشواق إلى تقبيل التراب الذي يسير عليه، أو الهواء الذي يتنسمه، فريحه هي نفس ريح يوسف التي أعادت ليعقوب بصره.

وعلاقتي به ليس لذة نفسية فقط، بل هي طاقة روحية أيضا تجعلني ـ من حيث لا أشعر ـ أتواصل معه، كما تواصلت أرواح أولئك الأحبار والرهبان مع رسول الله (صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم) قبل أن يخرج من عالم الملكوت إلى عالم الملك.

اسم الکتاب : التنويريون والصراع مع المقدسات المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 107
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست