responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : التنويريون والصراع مع المقدسات المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 10

 

والمشكلة ـ كما ذكرنا ـ لا ترتبط بالقراءات بقدر ما ترتبط بالأسس التي تقوم عليها، وهنا محل الخلاف بين القراءة القديمة والقراءة التنويرية.

فالقديمة، وإن أخطأت في تفسير بعض الآيات، لكنها انطلقت من كونها كلام الله، وأنها وحيه المقدس الذي لا يستطيع العقل أن يحيط به، لذلك يحاول أن يلمسه ويقترب منه بكل أدب واحترام وتقديس، ويستغفر الله تعالى بعد ذلك من سوء الفهم أو قصوره.

بخلاف القراءة التنويرية بفرعيها، والتي تتصور أنها محيطة بالقرآن، وأنها ـ لكبرها ـ قد فهمت منه ما لم يفهمه الأوائل والأواخر، وأنه يحق لها بسبب تلك الآليات التي تضعها أن تمسح جميع كتب التفسير، لتضع للنصوص القرآنية تفاسير جديدة، لا علاقة لها بتاتا بتلك التفاسير القديمة.

والمشكلة الأكبر، والتي ينطلق منها الحداثيون خصوصا، قراءة القرآن باعتباره منتوجا ثقافيا بشريا، لا وحيا إلهيا مقدسا.. وهنا، وبسبب هذه القراءة المدنسة، تقع في كل ما وقع فيه المنحرفون عن القرآن الكريم والمعترضون عليه.

ذلك أن من يقرأ قوله تعالى: { وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ (47) وَالْأَرْضَ فَرَشْنَاهَا فَنِعْمَ الْمَاهِدُونَ (48) وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (49) فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ } [الذاريات: 47 - 50] وهو يعتقد أن صاحب هذا الكلمات هو الله نفسه خالق الكون جميعا، وأنه هو الذي بنى السماء، وهو الذي يوسعها، وهو الذي فرش الأرض ومهدها.. يمتلئ هيبة وخشوعا وتعظيما لله.

لكن الذي يقرؤها ـ مثلما قرأها المشركون ـ باعتبارها منتوجا ثقافيا وأدبيا

اسم الکتاب : التنويريون والصراع مع المقدسات المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 10
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست