responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : التنويريون والصراع مع المقدسات المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 9

 

التنويريون.. والقراءة المدنسة للقرآن

ربما يكون الأساس الأكبر الذي أوقع التنويريين، الحداثيين منهم، ومن يطلق عليهم زورا وبهتانا لقب [القرآنيين]، في أكثر الأخطاء التي وقعوا فيها، ولا يزالون يقعون، تلك الكبرياء في التعامل مع النص القرآني تنزيلا أوتأويلا.

فكلاهما يتوهم أنه يستطيع بعقله المحدود الإحاطة بالمعاني القرآنية، وفهمها، بعيدا عن كل جهة مقدسة وغير مقدسة، وذلك باستعماله لبعض القواميس، وبعض المناهج التي تلقفها من النقاد الغربيين تقليدا، وراح يطبقها، لتخرج لنا كل يوم قراءة جديدة للقرآن الكريم، ومعنى جديدا من معانيه.

ونحن لا نريد هنا أن نتحدث عن مدى صلة تلك القراءات قربا أو بعدا بالحقائق القرآنية؛ فذلك يستدعي النظر في كل قراءة، فليست كل قارئة باطلة، ولا كل قارئ مخطئا، ولكنا نريد أن نبين خطأ المنهج نفسه.. فالمشكلة ليست في القراءة، وإنما في المنهج المتبع فيها.

ولذلك نعتب على الذين يأتون ببعض النماذج عن بعض الفهوم السليمة لبعض تلك القراءات، ثم يقارنها ببعض الفهوم السقيمة الواردة في بعض كتب التراث، ثم يتصور أنه عبر ذلك النموذج الانتقائي يكون قد برهن على صوابية القراءة التنويرية وخطأ القراءة التراثية.

وهذا الأسلوب لا علاقة له بالعلم؛ فكما أن في التراث بعض القراءات الخاطئة، والتفاسير التي تحتاج إلى تصحيح، باعتبارها فهوما بشرية، لكن فيها الكثير، من الفهوم السليمة الراقية التي لا يجادل أحد في صحتها وقوتها.

اسم الکتاب : التنويريون والصراع مع المقدسات المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 9
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست