اسم الکتاب : التنويريون والمؤامرة على الإسلام المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 86
ولذلك فإن أقرب
المفكرين إليه هو [وليم جيمس] ذلك الفيلسوف البراغماتي الأمريكي، صاحب [إرادة
الاعتقاد]، والقائل: (إن الاكتشاف الأعظم الذي شهده جيلي والذي يقارن بالثورة
الحديثة في الطب كثورة البنسلين هو معرفة البشر أن بمقدورهم تغيير حياتهم عبر
تغيير مواقفهم الذهنية)، والذي قال في كتابه [البراغماتية]: (إن الحقيقي فى أوجز
عبارة ليس الا النافع الموافق للمطلوب فى سبيل تفكيرنا تماما، كما أن الصواب ليس
سوى الموافق النافع المطلوب فى سبيل مسلكنا، وحيازة الحقيقة بعيدة كل البعد على أان
تكون غاية فى ذاتها، فهى لاتزيد عن كونها مجرد وسيلة أو إرادة أولية لبلوغ الإشباع
والرضا والسرور .. كما أن الحقيقة نفسها فى حالة تغير وتبديل وانتقال)
وهكذا، وبنفس
الأسلوب عبر حسن حنفي عن مشروعه التجديدي حين قال: (مهمة التراث والتجديد إذن هي
إعادة كل الاحتمالات القديمة، بل ووضع احتمالات جديدة، واختيار أنسبها لحاجات
العصر، إذ لا يوجد صواب وخطأ نظري للحكم عليها، بل لا يوجد إلا مقياس عملي،
فالاختيار المنتج الفعال المجيب لمطالب العصر هو الاختيار المطلوب، ولا يعنى ذلك أن
باقي الاختبارات خاطئة، بل يعنى أنها تظل تفسيرات محتملة لظروف أخرى وعصور أخرى
ولت أو مازالت قادمة)[1]
وبناء على هذا
راح يصيغ أفكاره حول العقيدة والشريعة، والتفسيرات الجديدة لهما، والتي يرى أنها
تتناسب مع هذا العصر الجديد، وهي بمجموعها ليست سوى