responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : التنويريون والمؤامرة على الإسلام المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 85

يجلس بين يدي المشايخ.

لكن الحقيقة لا يمكن أبدا أن تطمسها الألفاظ، كما قال تعالى عن المنافقين: ﴿إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ (1) اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [المنافقون: 1، 2]

وهاتان الآيتان الكريمتان تعبران عن المشروع الذي يحمله حسن حنفي ويدعو إليه أحسن تعبير، فهو في ظاهره وبدايته ومقدماته ينطلق من العقيدة والشريعة الإسلامية، لكنه في باطنه ثورة عليهما، ودعوة للتملص منهما، والعبرة عند العقلاء بالنتائج لا بالمقدمات، وبالنهايات لا بالبدايات.

وتبدأ ثورته على الإسلام من ذلك المنهج البراغماتي الذي اعتمده، ودعا إلى استعماله، واستطاع أن يمرر مشروعه من خلاله.. وهو أن يُنظر إلى الإسلام، لا باعتباره دين الله، وأنه حقيقة مطلقة دلت عليها الأدلة العقلية، وأثبتتها أصناف الحجج، وإنما من كونه مادة يمكن استثمارها والاستفادة منها في تغيير المجتمع وتوجيهه.

وليته اكتفى بذلك، بل راح يدعو إلى استثمار التوجه الديني، لا بتعميقه، وتصحيحه، وإنما بتحريفه عن مساره تحريفا كاملا، لتتحول العقيدة إلى ثورة، ويتحول الإله إلى إنسان، ويتحول كل شيء في الدين إلى وسيلة لتحقيق العدل الاجتماعي والرفاه الاقتصادي باعتباره الغاية الكبرى، لا رضوان الله، ولا جنته، ولا تحقيق السعادة الأبدية التي تحن إليها كل النفوس، ولا ترقية الروح لتتصل بالملأ الأعلى، وتتحقق بما يتطلبه ذلك المحل الرفيع من سمو وروحانية.

اسم الکتاب : التنويريون والمؤامرة على الإسلام المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 85
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست