اسم الکتاب : التنويريون والمؤامرة على الإسلام المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 84
حسن حنفي
.. والثورة على الدين
بعد الانتكسات
الكثيرة التي مر بها واقعنا العربي والإسلامي، وعند ظهور المدارس الثورية
المختلفة، خاصة اليسارية منها، برز في مجتمعاتنا الإسلامية صنفان من الثورة،
ومعهما صنفان من الثوار:
صنف رأى أن سبب
التخلف هو البعد عن الإسلام وقيمه الحضارية النبيلة، وأننا نحتاج إلى العودة إلى
الإسلام الأصيل، بمفهومه الصحيح، ونقيم ثورة على التخلف الذي استثمر بعض مفاهيم
الدين ليشوه الدين والدنيا من خلالها.
وصنف رأى أن سبب
التخلف هو الدين نفسه، فلذلك راح يحمل على الدين، ويدعو إلى البعد عنه، ويتصور أنه
أفيون الشعوب، ومن هؤلاء من جاهر بذلك، ومنهم من استعمل التقية والحيلة وأصناف
الخدع لتمرير ذلك، وكان منهم صاحب المشاريع الكثيرة [حسن حنفي] الذي يمكن تلخيص
مشاريعه جميعا في العبارة التي ذكرناها في العنوان، وهي [الثورة على الدين]
والميزة التي
تميز بها على الكثير من الثوار على الدين أنه يملك ذكاء حادا، جعله لا يقع فيما
وقع فيه أولئك المغفلون الأغبياء الذين جاهروا بإلحادهم، وصرحوا به، وادعوا صراحة
تبنيهم للفكر اليساري بمنظومتة العقدية والاجتماعية، لأنه يعلم أن أولئك سيرمون في
النفايات، ولن يلتفت لهم أحد.
ولذلك راح
يستعمل مصطلحات الدين نفسها ليضرب الدين؛ فزعم أنه متكلم وأصولي وفقيه.. وراح
يتحدث عن القضايا المختلفة كما يتحدث عنها رجال الدين أنفسهم، ويستعمل نفس
تعبيراتهم.. حتى أن الكثير جلس للتلمذة بين يديه كما
اسم الکتاب : التنويريون والمؤامرة على الإسلام المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 84