اسم الکتاب : التنويريون والمؤامرة على الإسلام المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 87
تفريغ للإسلام
من محتواه، بحيث لا يبقى منه إلا الأسماء، أما المسميات، فتتغير تغيرا تاما.
ومن الأمثلة على
هذا التفريغ، أو على هذه الثورة على حقائق الإسلام قوله: (فالله الواحد الذي ليس
كمثله شيء، والذي لايرى ويرى كل شىء ، ليس هو بالضرورة التصور الوحيد لله كما نعلم
من تاريخ العقائد، فهناك الله الحسي المجسم، محل الحوادث، عند الكرامية والمشبه
على اختلاف فرقهم، وليس بالضرورة أن يكون التصور الأول صحيحا والثانى باطلا، إذ
يعكس التصوران صراعا قويا، وقوة السلطان الذى ليس كمثله شىء وقوة المعارضة التي
تجعل حركة التاريخ جزءا من الألوهية، أما الصفات التى تجعل الله يسمع ويرى ويبصر
كل شيء، فقد تمت صياغتها من أجل استخدام سياسى خالص للسلطة، والتى هى بدورها ترى
وتسمع وتبصر كل شيء) [1]
وهكذا يعبر عن
القرآن الكريم والوحي الإلهي، فهو عنده مجرد افتراض لا يمكن التحقق منه إلا بمدى
خدمته للواقع، فيقول: (أما الوحي بالنسبة لي، فإنني آخذه على سبيل الافتراض. أنا
في رأيي؛ الوحي هو افتراض في البحث العلمي، يقوم بدور الافتراض في البحث العلمي.
فهل يتحقق؟ والتحقق من الصدق. أقصد التحقق تجريبيًا صِرفًا وليس صوريًا، لا اتفاق
نتائج مع مقدمات، ولكن التحقق من صحة هذا الفرض في الواقع الاجتماعي. ومن ثم
فأهلًا وسهلًا، أنا أتقبل كل النبوات وكل الوحي وكل الآراء. وعليّ أن امتحنها على
محك الواقع)[2]