اسم الکتاب : التنويريون والمؤامرة على الإسلام المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 80
كما يتعامل مع
رقعة الشطرنج، وليوهم المستمعين أو القارئين له أنه نقب وحقق وتدبر إلى أن وصل إلى
تلك النتيجة العظيمة التي لم تخطر على بال أحد.
وبعد أن وضع تلك
المقدمات التي على أساسها فرق بين الصلاة التي يدعو إليها، والتي هي مجرد دعاء،
والصلاة التي جاءت بها الشريعة، وجاءت معها التحذيرات من التهاون فيها، راح يعطي
النتيجة للقارئ، وهي نتيجة تجعل من البشر جميعا مصلين.. مسلمهم وكافرهم.. ذلك أن
المسلم عنده هو كل من آمن بالله.. والمصلي عنده هو كل من دعا الله.. وهو متحقق في
جميع الملل والنحل، وبين جميع الشعوب.. فلا أحد منهم إلا ويقول: يا الله.. في أي
مناسبة من المناسبات.
وهكذا راح يحتال
على الصوم ليحول منه إلى إطعام المساكين، مستثمرا كلمة من كلمات القرآن الكريم هي
كلمة [يطيقونه] مفسرا لها بحسب مزاجه، لا بحسب ما اتفقت عليه أقوال اللغويين
والمفسرين.
وهكذا راح إلى
كلمة الإسلام نفسها، يحولها عن مدلولها الواضح الذي ضبطه القرآن الكريم، وضبطته
السنة المطهرة، إلى مفهوم مطاط مرن، يشمل كل الأديان.. ليصبح الإسلام الذي نعرفه
مجرد اختيار شخصي، يمكن أن يستبدله المرء متى شاء، وكيف شاء من غير أي حرج.
ولذلك لم نكتف
في وصفه بكونه مهندسا فقط، وإنما بكونه أفاكا أيضا.. فالأفاك هو الكاذب الذي
يستعمل كل الحيل ليصرف الأسماع والقلوب عن الحقيقة إلى البدائل التي يضعها لها..
ولذلك حذر الله منه، وتوعده بالعذاب الشديد، فقال: ﴿وَيْلٌ لِكُلِّ
أَفَّاكٍ أَثِيمٍ (7) يَسْمَعُ آيَاتِ اللَّهِ تُتْلَى عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ
مُسْتَكْبِرًا كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (8) وَإِذَا
عَلِمَ مِنْ آيَاتِنَا شَيْئًا اتَّخَذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ
مُهِينٌ﴾
اسم الکتاب : التنويريون والمؤامرة على الإسلام المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 80