اسم الکتاب : التنويريون والمؤامرة على الإسلام المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 78
الكبيرة من
اللبنات القليلة، كما يؤسس الأكواخ الحقيرة من اللبنات الكثيرة.
وكمثال على ذلك
أنه عندما اصطدم موقفه الهندسي مع موقف القرآن الكريم من الصلاة، حيث أنها وردت في
القرآن الكريم في مواضع كثيرة جدا، واعتبر غير المصلي مجرما، وتوعده الله تعالى
بالويل والعذاب الشديد، وذلك كله يتنافى مع رؤيته للدين، وأن الصلاة فيه اختيار لا
واجب، راح يفكك كلمة الصلاة في القرآن الكريم، معتمدا حيلة لم يفطن لها الأولون،
ولا الآخرون، ولا تعتمد على أي أساس علمي.
وقد عبر عن
الدافع الذي دفعه إلى تلك الحيلة الهندسية، فقال: (قد رأينا أن من الضروري توضيح
معنى الصلاة، جرياً وراء التوفيق ورفع اللبس بين قوله تعالى في سورة الماعون: ﴿فَوَيْلٌ
لِلْمُصَلِّينَ (4) الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ ﴾ [الماعون:
4، 5]، واعتبار هذا القول موجهاً للمتقاعس عن أداء الصلاة بأوقاتها، كما ترى كتب
التفسير، وبين قوله تعالى في سورة المرسلات: ﴿ وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ
لِلْمُكَذِّبِينَ (15) أَلَمْ نُهْلِكِ الْأَوَّلِينَ (16) ثُمَّ نُتْبِعُهُمُ
الْآخِرِينَ (17) كَذَلِكَ نَفْعَلُ بِالْمُجْرِمِينَ ﴾ [المرسلات: 15 -
18]، واللبس يتلخص في أن الله سبحانه يتوعد المؤمن المتقاعس عن الصلاة بالويل (وهو
واد سحيق من وديان جهنم)، ويتوعد به في ذات الوقت المجرمين المكذبين، ومن المستحيل
أن يستوي في عدل الله سبحانه المسلم المؤمن المقصر في أداء الشعائر، والمكذب
المجرم الكافر بوجود الله والمنكر للبعث ولليوم الآخر)
ثم راح يتدرج
بالقارئ ليصل به إلى الحل الذي يرفع الويل عن المصلين، لا بحثهم على إقامة الصلاة
والاهتمام بها، ولا باعتبارهم مجرمين ما داموا مقصرين في
اسم الکتاب : التنويريون والمؤامرة على الإسلام المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 78