اسم الکتاب : التنويريون والمؤامرة على الإسلام المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 77
شحرور .. المهندس الأفاك
لا يظنن أحد أن
في هذا العنوان نوعا من الشتيمة أو البذاء أو الفحش؛ فقد نهينا عن ذلك كله، وإنما
هو وصف للواقع كما هو، ذلك أنا إن سمينا الحمار حمارا، والكلب كلبا، والخنزير
خنزيرا، لم نكت شاتمين، ولا طاعنين، لأن تلك الأسماء هي الأسماء التي لا تعرف
الحمير ولا الكلاب ولا الخنازير إلا بها.
ومن هنا كان
وصفنا لمحمد شحرور بكونه مهندسا وأفاكا، ليس سوى أوصاف دقيقة وعلمية تختصر حقيقة هذا
الرجل ومشروعه الفكري، ورسالته التي ندب نفسه لها، والتي وجدت تجاوبا من جهات
كثيرة تريد أن تستأصل من خلالها الدين من أساسه.
أما كونه
مهندسا، فلا نريد منها كونه دارسا للهندسة المدنية، ذلك أننا لا نجد له فيها أي
نتاج علمي، بل هو فيها تابع مجرد، لم يتجرأ أن يضيف إلى البنيان الهندسي أي لبنة
واحدة، ولا أن ينتقد أي نظرية، ولا أن يؤسس أي نموذج، ولذلك فإننا نريد بالمهندس
هنا كونه مهندسا في الدين، لا مهندسا في البنيان، فهو قد طبق هندسته المدنية في
المصادر المقدسة، ولم يطبقها مع الإسمنت والرمل والخرسانة المسلحة.
وكل عمله من هذا
القبيل، فهو ـ بعد أن طرح السنة المطهرة، وطرح معها كل أقوال المفسرين واللغويين
والفقهاء ـ راح إلى الألفاظ القرآنية يتعمل معها كما يتعامل مع اللبنات، يضعها في
المحل الذي يشاء، وينزعها من المحل الذي يشاء، مستعملا كل قدراته الهندسية التي تعلم
منها فن الاحتمال، وفن المراوغة، ليؤسس القصور
اسم الکتاب : التنويريون والمؤامرة على الإسلام المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 77