responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : التنويريون والمؤامرة على الإسلام المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 74

 

وقد ذكر هاشم صالح هذا المعنى عند إجابته على سؤال طرحه بقوله: (لماذا يشكل ذلك حاجة تاريخية لا بد منها، أو لا مندوحة عنها؟)

ثم أجاب على ذلك بقوله: (لأن المسلمين، كل المسلمين وليس فقط العرب، وصلوا الآن إلى مفترق طرق: فإما أن ينخرطوا في هذه العملية الجراحية الخطيرة الضرورية لمصالحة الاسلام مع الحداثة، وإما أن يستسلموا للمقادير، وينقطعوا عن حركة التاريخ كلياً في عصر العولمة الكونية ويصبحوا مهمشين وواقعين في مؤخرة كل الأمم)

وهو يشبه هذه العملية الجراحية الخطيرة التي يريد إجراءها للمصادر العميقة للإسلام بما حصل لأوروبا عندما راحت تسخر من الكنيسة والدين وتستبدله بالمذاهب والفلسفات المادية، فيقول: (ويراهن كاتب هذه السطور علي الحقيقة التالية: لو لم تخض أوروبا معركتها مع نفسها، لو لم تصفّ حساباتها مع ذاتها التاريخية - أي مع تراثها المسيحي القديم- لما استطاعت أن تقلع حضارياً وأن تسيطر على العالم. فأزمة الوعي الأوروبي مع نفسه كانت قد وصلت إلي حد التفاقم الأقصي الذي يهدد بالانفجار أو بالانهيار)

ثم يحدد بدقة نوع النقد الذي يجب أن يوجه للعقل المسلم، حتى ينسجم مع الحداثة؛ فيقول: (مشروع المستقبل ليس نقد العقل العربي كما يتوهمه الجابري على الرغم من تقديرنا لجهد المحاولة لديه ولبعض النقاط الايجابية أيضا، وإنما هو مشروع نقد العقل الإسلامي التقليدي. لماذا نقول ذلك؟ لأنه لا يوجد شيء اسمه عقل عربي أو تركي أو إيراني وإنما يوجد عقل إسلامي أو ديني بالأحري مثلما يوجد عقل علمي أو فلسفي أو وضعي سمه ما شئت. وبينهما قطيعة الحداثة)

اسم الکتاب : التنويريون والمؤامرة على الإسلام المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 74
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست