responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : التنويريون والمؤامرة على الإسلام المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 73

لغربلة عامة شاملة، من أجل معرفة بنيته الداخلية، أو كيفية تشكّله التاريخي طيلة القرون الستة الأولى بشكل خاص، فما جف منه وتخشب ومات نطرحه، ونبقي فقط على الجوهر الروحي والأخلاقي لرسالة الاسلام العظيم)

وهو طبعا، كسائر التنويريين يستعملون مثل هذه الألفاظ [الجوهر الروحي والأخلاقي لرسالة الاسلام العظيم]، ليوهموا القارئ أن نقدهم وهدمهم لا يمس الإسلام، وإنما يمس ما تخشب منه، وهم لا يعلمون أنهم يقصدون بهذا التخشب كل الحقائق الإسلامية ابتداء من العقائد الأساسية القطعية التي لا يمكن أن يقوم الدين من دونها.

وقد عبر هاشم صالح عن ذلك بصراحة بقوله: (فالمعرفة التي نمتلكها عن الفترة التأسيسية للتراث الإسلامي لا تزال لاهوتية، أسطورية تضعه فوق التاريخ، أو فوق المشروطية الاجتماعية التاريخية)

وهذه العبارة هي التي تلخص جوهر أكثر الحداثيين والتنويريين، وهي اعتبار الإسلام ومقدساته وليد فترة تاريخية محددة، ولذلك لا يمكن اعتباره عندهم معبرا عن الحقيقة المطلقة، أو رسالة إلهية عابرة للزمان، وإنما هو ـ بحسبهم ـ يعبر عن الفكر الذي ساد في تلك البيئة الزمنية، والذي يمكن تطويره، بل تحويره ليتحول إلى أي بيئة جديدة بما يتناسب معها.

ولذلك كان جوهر رسالة جميع الحداثيين هو تحويل الإسلام من مرحلته التاريخية التأسيسية إلى مرحلة حديثة، ولو بتفريغه من محتواه تماما، باعتبار أن ذلك المحتوى المقدس لم يعد نافعا ولا صالحا في هذا الزمان.. فالنفعية البراغامتية هي المحدد عندهم لصلاحية الشيء، لا الحقيقة التي تدل عليها الأدلة أو البراهين.

اسم الکتاب : التنويريون والمؤامرة على الإسلام المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 73
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست