responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : التنويريون والمؤامرة على الإسلام المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 75

 

وبذلك، فإن النقد الحداثي للعقل عنده هو نقد لطريقة تفكير المسلم، أي مسلم، وفي أي مرحلة من مراحل التاريخ، ما دام يؤمن بالغيب، ويعتقد أن مصادره المقدسة، تحوي قيما عقدية وسلوكية ثابتة، وقد عبر عن هذا المعنى بقوله: (وبالتالي فالعقل البشري واحد عند جميع الشعوب. فقط هناك شعوب تحررت من العقل اللاهوتي الغيبي الطائفي القديم كشعوب أوروبا الغربية مثلا، وشعوب لم تتحرر بعد.. وهذه هي حالتنا نحن)

وليؤكد هذا المعنى، يعود كسائر الحداثيين إلى أوغست كونت، وفلسفته الوضعية، باعتبار أن كل التقدم والتطور (الذي نشهده أمام أعيننا اليوم في مختلف مجتمعات الغرب هو ثمرة الفلسفة الوضعية التي ازدهرت في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، فهذه الفلسفة كانت تعتقد اعتقاداً جازماً بأن العقل والعلم هما اللذان ينبغي أن يقودا البشرية نحو الحضارة والتقدم والرقيّ، وبالتالي فينبغي أن يحلاّ محل اللاهوت المسيحي التقليدي الذي أدى إلى محاكم التفتيش، والتواكل، وتأخر المجتمع على كافة الأصعدة والمستويات)[1]

ووضح ذلك في محل آخر بصراحة، فقال: (وبالتالي فالشعوب تمر بعدة مراحل من التطور العقلي والفكري؛ فهناك أولا المرحلة الأسطورية البدائية للعقل، تليها المرحلة الدينية الأكثر تطورا، ثم أخيرا المرحلة العلمية الفلسفية، وهي أعلى درجات العقل أو العقلانية)

وهو ينتقد الجابري وأمثاله ممن لم يتجرؤوا على اقتحام المقدسات خلافا


[1] أوغست كونت: الفلسفة الوضعية ومفهوم التقدم، هاشم صالح، مجلة الأوان، ديسمبر 2013.

اسم الکتاب : التنويريون والمؤامرة على الإسلام المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 75
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست