اسم الکتاب : التنويريون والمؤامرة على الإسلام المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 65
استفحل في
أحشاء المجتمعات العربية والإسلامية، ووصل الى ذروته القصوى)
هذه خلاصة مبسطة
لطروحات أركون وأهدافها التي لا تختلف عن أهداف سائر التنويريين، وهي هدم الإسلام
عبر تمريره على المناهج الغربية التي مورست مع الكتاب المقدس، ومن شاء أن يطلع
عليها من خلال كتبه، فله ذلك، ولكن بشرط أن يقرأها قراءة كلية، لا جزئية، فذكاء
الرجل يجعله يتحرك بهدوء، من غير أن يثير أي حساسية.. ولذلك لا يفهمه إلا من عرفه
وعرف مقاصده، وخرج من عالم الألفاظ المجردة إلى المعاني الكبرى التي تنطوي عليها.
فهو مثلا قد
يشيد بابن رشد أو غيره، فيتصور القارئ أنه يدعو إلى أن نلتزم نفس منهج ابن رشد في
التوفيق بين الشريعة والفلسفة والعقل.. لكنه يعود بعد ذلك، ويذكر أن طروحات ابن
رشد طروحات هزيلة جدا أمام ما يقتضيه التنوير.. فإذا سألته عن ذلك أجابك وبطرق
ملتوية كثيرة بأنه إعادة النظر في المقدس نفسه أو معالجته ليصبح متناسبا مع
الحداثة والعصر.. أي تعاد خياطته وتفصيله ليتناسب مع المزاج الذي تفرضه العقول
المعاصرة.. العقول الممتلئة بالقيم الغربية، لا العقول المممتلئة بالإيمان بالله
ورسوله.
اسم الکتاب : التنويريون والمؤامرة على الإسلام المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 65