responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : التنويريون والمؤامرة على الإسلام المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 66

 

أركون .. وابن نبي

أركون وابن نبي كلاهما من الجزائر، وكلاهما ولد في عهد الاستعمار الفرنسي، وكلاهما درس في فرنسا، وتعلم اللغة الفرنسية، وأتقنها وكتب بها..

وكلاهما اهتم بالحضارة والنهضة، ودعا إليها.. وكلاهما اهتم بالقرآن الكريم وكتب فيه.. ولكيلهما جمهور عريض في المشرق والمغرب..

وإلى هنا تنتهي القواسم المشتركة، لتبدأ المفارقات العجيبة.. والتي أشار إليها رسول الله (صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم) حين قال: (مَثَلُ المؤمن الذي يقرأُ القرآن ويعملُ به كمَثَل الأُتْرُجَّة؛ ريحُها طيِّب، وطعمُها طيِّب، ومَثَلُ المؤمن الذي لا يقرأ القرآن كمَثَل التَّمرة؛ لا ريح لها، وطعمُها حلوٌ، ومَثَل المنافق الذي يقرأ القرآن مثل الرَّيحانة؛ ريحها طيِّب، وطعمها مر، ومَثَل المنافق الذي لا يقرأ القرآن كمَثَل الحنظلة؛ ليس لها ريح، وطعمها مرٌّ)[1]

فأحدهما، يمثل ذلك المؤمن الذي ربي في الكتاتيب القرآنية، وحبب إليه القرآن الكريم في صغره الباكر، وعندما ذهب إلى فرنسا، ذهب إليها وهو يحمل ثقافته وهويته ودينه، ولذلك كان يقرأ القرآن الكريم، ويعيش معانيه، وينفعل لها، ويعتقد أنها الترياق الذي يحل كل أزمة وقعت فيها أمته، وأن تخلفها وحتى الاستعمار الذي ابتليت به، لم يكن إلا وليد ابتعادها عن مصادرها المقدسة.. ولذلك استطاع من خلال تدبره أن يستنبط شروط النهضة وأسبابها ووسائلها ..

وهو في ذلك كله، ومع كونه بين أساطين التنوير الغربي، إلا أنه لم ينبهر


[1] رواه البخاري 5/ 2070 (5111)، ومسلم 1/ 549 (797)

اسم الکتاب : التنويريون والمؤامرة على الإسلام المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 66
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست