اسم الکتاب : التنويريون والمؤامرة على الإسلام المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 63
يستند لأي
براهين تثبته أوتدل عليه.
وبناء على هذه
القاعدة يضع التنويريون شروطهم لقبول الدين، وهي أن يتحول الدين إلى مزاجهم
وأفكارهم، لا أن يتحولوا هم إلى ما يطلبه الدين من عقائد وقيم وأفكار.
وقد ذكر هاشم
صالح المدى الذي بلغه أركون في طرحه الحداثي، وتقدمه على غيره فيه، فقال: (أركون
يقول لنا بأن الحل إما أن يكون جذريا، راديكاليا، أو أنه لن يكون.. فآخر الدواء
الكي كما تقول العرب.. إنه ينصحنا بتفكيك كل الأنظمة الفقهية واللاهوتية الموروثة
عن العصور الوسطي.. فكر أركون يتجاوز كل هؤلاء بطبيعة الحال لأنه يعيش في عصر
الحداثة أو ما بعد الحداثة، ويحاضر في كبريات جامعات العالم، ولذا فهو ينظر إلى الظاهرة
الدينية من كافة جوانبها، ويعرف كيف يفكك ببراعة منقطعة النظير كل الانغلاقات
التراثية في كل الأديان)
ويذكر كيف كان
يتعامل مع الأجيال التنويرية التي خرجها، فقال: (في دروسه الأسبوعية الرائعة في
السوربون كثيرا ما كان ينفعل، ويدعونا إلى أن نخرج من أقفاصنا وسجوننا التراثية
لكي نتنفس الهواء الطلق في الخارج)
وأحب أن أذكر
هنا أن الكثير من المغترين بفكر أركون يتصورون أنه يكتفي بمجرد نقد التراث،
متناسين أن ذلك مجرد مرحلة من مراحله الفكرية، أو هي معركة من المعارك التي يشنها
على الدين نفسه.. ولهذا نراه في مواضع يشن حربه على طائفة من الطوائف، فيتصور
البعض أنه ينتصر لغيرها، ولكنه في الحقيقة لا يفعل ذلك، وإنما ينفرد بكل واحدة
منها، ليقضي عليها بعدها جميعا، لا يفرق في ذلك بين أقوالها الصحيحة المعتبرة التي
تستند إلى المصادر المقدسة، وبين رؤاها المجردة عن تلك
اسم الکتاب : التنويريون والمؤامرة على الإسلام المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 63