اسم الکتاب : التنويريون والمؤامرة على الإسلام المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 61
إلى آخر
تصويراته لمشاهد المجون في الكنيسة، والتي يريد منا أركون وغيره من الحداثين أن
نطور مساجدنا ومعابدنا وفقهنا وعقائدنا لتتناسب معها.
وقد ذكر هاشم صالح .. ذلك التلميذ النجيب لأركون، والناشر لأفكاره
والمترجم لها، الهدف الأكبر الذي يسعى إليه أركون بكل صراحة، وهو نفس الهدف الذي
سعى إليه كل المصارعين للكنيسة، بل للمسيحية نفسها؛ فقال: (في الواقع إن هدف أركون
الأخير هو التوفيق بين الإسلام والحداثة مثلما فعل ابن رشد في وقته عندما وفق بين
الإسلام والفلسفة الارسطوطاليسية، ومثلما فعل فلاسفة التنوير في أوروبا عندما
أجبروا المسيحية ورجال الدين علي تقديم تنازلات كبيرة للعقل والحداثة العلمية
الصاعدة)
ثم بين أن
المنهج المعتمد لذلك ليس مجرد نقد التراث، والدعوة إلى تحديثه ليتناسب مع العصر،
وإنما الدعوة إلى تحديث المقدس نفسه بكل ما يحمله من عقائد وشرائع وسلوكات، لينضبط
بما يقتضه، ويصبح خاضعا لإملاءاته، فقال متحدثا عن الغرب وكيف استطاع أن يتحقق
بالتنوير: (.. لم يستطيعوا التوصل إلى هذا المكتسب الكبير إلا بعد أن فككوا
اللاهوت المسيحي القديم، وكشفوا عن تاريخيته ومشروطيته البشرية، ومعلوم أنه كان
يقدم نفسه، وكأنه الهي معصوم تماما كالفقه القديم في الإسلام، ومعلوم أيضا أن
اللاهوت القديم يزعم امتلاك الحقيقة المطلقة، المقدسة المتعالية، التي لا تناقش
ولا تمس، وبالتالي فكل شخص يقع خارجها أو لا يعتنقها هو شخص مدان ومصيره جهنم وبئس
المصير)
وهو بهذا الطرح
ينظر إلى الإسلام مثلما ينظر إلى سائر الأديان، ويخضعه لنفس المناهج التي أخضعت
لها، ولا يرى فيه أي مزية تميزه عنها، ولهذا يدعو إلى
اسم الکتاب : التنويريون والمؤامرة على الإسلام المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 61