اسم الکتاب : التنويريون والمؤامرة على الإسلام المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 58
بالاعتقاد الأرثوذكسي،
وكذلك معجمه اللفظي القديم يقفان كعقبة كأداء في وجه استقبال أي فكر نقدي تحريري
عن الاسلام في العالم العربي.. إنهما يشكلان عقبة في وجه التحليلات التفكيكية
للعلوم الانسانية الحديثة، ولهذا السبب فإنهم يمنعون الأبحاث التاريخية الجادة عن
القرآن، والحديث النبوي،والشريعة، والفقه، والتفسير، ومختلف جوانب التراث القديم. إنهم
يحرمون كل ذلك عن طريق فتاوي الهيبة العليا لرجال الدين الكبار وعن طريق خطب
الجمعة والمواعظ التي تعتبر نفسها مقدسة أو معصومة. كل الفكر النقدي الحديث عن
التراث الإسلامي ممنوع في كليات الشريعة والمعاهد التقليدية بل وحتى في المدارس
والجامعات الحديثة. وبالتالي فهناك هوة سحيقة تفصل بين الفكر الديني التقليدي
السائد حاليا في كل أنحاء العالم العربي الإسلامي، وبين الفكر العلمي الحديث
المتشكل عن الاسلام وكل الأديان. نحن في واد، والمشايخ في واد آخر. واللقاء شبه
مستحيل بين الطرفين)[1]
وطبعا، نحن وإن
كنا نوافقه في ضرورة توفير المزيد من البحث العلمي في مناقشة التراث، لكنا نختلف
معه اختلافا جذريا في المناهج التي تستند إليها تلك البحوث، ذلك أنه يدعو إلى
محاكمة التراث، ابتداء بالمقدس منه إلى المناهج الغربية، ونحن نرى أن يحاكم التراث
المقدس إلى التراث المقدس نفسه، فالمتشابه يرد إلى المحكم، وفي المقدس نفسه ما
يكفي من الأدوات التي تصحح ما ران عليه من فهم العصور المختلفة.
وأركون كغيره من
الحداثيين المقلدين، ينطلقون من تشبيه الإسلام بالمسيحية
[1] ألقى هذا التصريح في الدار البيضاء
بتاريخ 14-11-2006.
اسم الکتاب : التنويريون والمؤامرة على الإسلام المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 58