اسم الکتاب : التنويريون والمؤامرة على الإسلام المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 56
الاستقلال وأدت
الي كل هذا الفشل الذريع الذي نشهده حاليا كالقومجية الشوفينية والماركسوية
الكاريكاتورية وسواهما.. ولكن نلاحظ حاليا أن أي عمل نقدي هادف لتحريرنا من
الرواسب التراثية يتعرض لرقابة مزدوجة: إما من طرف السلطة، وإما من طرف معارضاتها
الأصولية.. الجميع يزاود على الاسلام بالمعنى التقليدي للكلمة لكي يكسب المشروعية
ورضي الجماهير. وفي كلتا الحالتين نجد أن الفكر الحديث بكل مكتسباته العلمية مرفوض
أو مهمش في أحسن الأحوال)
ثم يذكر بعض
اقتراحاته في هذا المجال؛ فيقول: (نلاحظ مثلا أنهم لايعلمون في المدارس بل وحتى
الجامعات إلا الإسلام، ويستبعدون دراسة كل الأديان الأخرى.. وهذا يعني أن مادة
تاريخ الأديان المقارنة ممنوعة في العالم العربي والإسلامي كله.. والأسوأ من ذلك
هو أن تعليم الإسلام نفسه يتم بطريقة قروسطية عتيقة عفى عليها الزمن..وهو علي أي
حال خاضع كليا للأرثوذكسية الأصولية الصارمة سنية كانت ام شيعية .. انظر حالة
ايران)
وهو بهذا يدعو
إلى عرض الإسلام باعتباره نموذجا من النماذج التاريخية للفكر الديني، وليس
باعتباره هداية الله لعباده.. وهو يقول ذلك مع كونه يعلم أنه في كل الجامعات
الإسلامية توجد فروع خاصة بمقارنة الأديان، لكنه لا يريدها كذلك، بل يريد تعميمها
حتى في المدارس، أي أن يدرس للتلاميذ في المدرسة الابتدائية والإعدادية اليهودية
والمسيحية جنبا إلى جنب، وبالطريقة التي تجعلهم يعتبرون الإسلام مجرد مرحلة من
مراحل الفكر الديني، وليس دين الله الثابت المستقر الذي يمثل الحقيقة المطلقة.
وقد صرح بأهدافه
الرسالية التي آتت ثمارها في الكثير من البلاد للأسف، ومن
اسم الکتاب : التنويريون والمؤامرة على الإسلام المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 56