responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : التنويريون والمؤامرة على الإسلام المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 55

 

ومن العجيب أنه يصور غضب المسلمين، وكأنه ليس شيئا طبيعا، مع كونه لا يفعل إلا مثلما يفعل ذلك الأحمق الذي تطلب منه أن يضيف بعض الديكور على بيتك، فيذهب، ويهدمه جميعا، بحجة أن ديكوره لا يتناسب إلا مع بناء خاص.

وهكذا يفعل هؤلاء الذين يغالطون أنفسهم، والعالم بأن القيم الحضارية والتنوير لا يمكن أن يناله سوى من تخلص من دينه ومقدساته، وهدمها، ليبنيها على أسس الفكر الغربي، مثلما حصل للمسيحية التي تخلت عن الكثير من مبادئها إرضاء للعقل الروماني، كما قال شيخنا محمد الغزالي: (لست أدري هل ترومت المسيحية، أم تمسحت روما)

والمشكلة التي جعلتنا نعتبر التنوير الجديد مؤامرة على الإسلام، هي أن هؤلاء التنويريون لا يدلون بآرائهم فقط، باعتبارها آراء مجردة يمكن أن تناقش، وإنما هم يتعاملون معها باعتبارها حقيقة مطلقة، يستعملون كل الوسائل للدعوة إليها.

وهم يستثمرون في تلك الدول العربية التابعة للغرب، ليفرضوا عليها تعديل مناهجها التعليمية حتى تتناسب مع هذا الطرح التدميري للإسلام.

ولهذا نجد أركون يدعو إلى اعتبار التعليم بمراكزه المختلفة النواة التي ينشر من خلالها هذا النوع من التفكير.. وقد قال في بعض تصريحاته لمجلة [الاكسبريس] الفرنسية[1]: (لا يمكن للعالم العربي أو الإسلامي أن ينطلق حضاريا إلا إذا انخرط في عملية تفكيكية نقدية شاملة لأنظمة الفكر الديني القديم المسيطر والراسخ الجذور.. وكذلك ينبغي تفكيك كل الأيديولوجيات الغوغائية التي سيطرت علينا بعد


[1] مجلة الاكسبريس الفرنسية بتاريخ 27-3-2003.

اسم الکتاب : التنويريون والمؤامرة على الإسلام المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 55
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست