اسم الکتاب : التنويريون والمؤامرة على الإسلام المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 53
الطريقة التي
يفكر بها الناقد، ولهذا نجد مشاريع مختلفة لنقد العقل، لأن كل واحد منها يستند
لطريقة تفكير خاصة، أو لمدرسة نقدية خاصة.
وطبعا، فإن كل
المدارس النقدية، أو المناهج النقدية، هي مناهج غربية، سواء كانت ذات توجه ماركسي،
أو وجودي، أوظاهراتي، أو بنيوي، أوتفكيكي.. وغيرها.
ولهذا سمينا كل
هذه الطروحات [فزاعة]، لأن أصحابها يطرحونها باعتبارها مناهج مقدسة، بل هي أكثر
قداسة من المقدس الذي يؤمن به المؤمنون، وسبب ذلك عندهم هو كونها مناهج غربية، وبما
أن الغرب متطور ومتحضر ـ بسبب اعتماده في نقد المقدس على هذه المناهج ـ فنحن كذلك
ـ كما يصورون ـ لا يمكن أن نتقدم أو نتطور من دون اعتمادها.
هذه خلاصة
الطريقة التي يفكر بها أركون، ومن تتلمذ عليه من الحداثيين، ومن لم يتتلمذ، وقد
عبر عن هذا المعنى بعض الباحثين أحسن تعبير، فقال: (.. من هنا كان مشروع الجابري
وأركون في نقد العقل العربي الإسلامي، حيث تحول نقد التراث عبر مشروعهما، من نقد
المسائل والمقولات التراثية إلى فحص وتحليل النظام المعرفي الذي أنتج تلك المسائل
والمقولات، ومن مناقشة التصورات الدينية في التراث إلى مناقشة النظام الفكري
العميق، أو الأنظمة الفكرية المنتجة للتصورات الدينية في التراث الإسلامي .. وهذا
هو الانعطاف النقدي الجديد الذي حصل مع الجابري وأركون . وحين نقول نقد النظام أو
الأنظمة، فهذا يعني أن الهدف هو دراسة المنهج، أي بنية العقل الديني وطريقة اشتغال
آلياته وليس مضامين الشريعة والعقيدة بحدّ ذاتها، فمسائل الشريعة والعقيدة كما
يقول أركون (قد تختلف، ولكن الجذور المعرفية واحدة)، أو بتعبير آخر؛ (ليس الاهتمام
بالأفكار ذاتها، وإنما بالأداة المنتجة
اسم الکتاب : التنويريون والمؤامرة على الإسلام المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 53