اسم الکتاب : التنويريون والمؤامرة على الإسلام المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 42
تَحْتِي
أَفَلَا تُبْصِرُونَ﴾ [الزخرف: 51]
وقد كان هؤلاء
مع إلحادهم الشديد أكثر صدقا وصراحة مع أنفسهم من الكثير من التنويريين والحداثيين
الذين راحوا يستعملون المصادر المقدسة نفسها، ليجعلوها رغما عنها تردد ما ردده جان
بول سارتر، وفويرباخ، وميخائيل باكونين.
فقد حولوا
المركزية في الكون والوجود من [الله] إلى [الإنسان].. فالإنسان عندهم هو الهدف،
وهو الغاية، وهو المبتدأ، وهو الخبر، وهو البداية وهو النهاية.. أما الله عندهم
فهو مجرد ظل للإنسان.. وليس عليه أن يملي شيئا، وإن أملى عليه شيئا؛ فيمكن للإنسان
أن يتمرد عليه إن رأى أن ذلك ليس لصالحه.
وبهذا المفتاح
يمكننا أن نفتح جميع أبواب التنويريين، وأن نفهم جميع مشاريعهم.. فمشاريع حسن حنفي
كلها مهما اختلفت عناوينها تصب في نزع مركزية الكون والوجود عن الله، لوضعها في يد
الإنسان.
فهو في مشروعه [من العقيدة إلى الثورة]
يقول: (إذن عبارات ؛ الله عالم، الله قادر، الله حي، الله سميع، الله بصير، الله
متكلم، الله مريد، إنما تعكس مجتمعا جاهلاً عاجزاً ميتا لا يسمع ولا يبصر ولا يتكلم،
مسلوب الإرادة، وبالتالي يكشف الفكر الديني الذي يجعل الله موضوعا في قضايا من هذا
النوع عن الظروف الإجتماعية والسياسية التي يعيشها المجتمع الذي تطلق في أمثال هذه
القضايا، فالله كموضوع في قضية خير مشجب لأماني البشر، وأصقل مرآة تعكس أحلامهم
وأحباطاتهم)
وهذه العبارة
تعني أن ذلك الاهتمام الذي يوليه المؤمنون لربهم، بل يجتهدون في إفناء أفعالهم
وصفاتهم وإراداتهم بل حتى ذواتهم في سبيل التقرب إلى ربهم..
اسم الکتاب : التنويريون والمؤامرة على الإسلام المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 42