responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : التنويريون والمؤامرة على الإسلام المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 43

ليست معان روحية سامية، وليست ذوقا إنسانيا رفيعا، وليست حقيقة وجودية مطلقة.. وإنما هي عند حسن حنفي كما عند التنويريين هروب من الإنسان والظروف التي تحيط به، والتي عليه أن يسيطر عليها، ولا يمكن أن يحصل ذلك عندهم إلا بعد أن يفني الإنسان ذاته في ذاته لأجل ذاته، من دون اعتبار لربه، فهو رب نفسه، كما يقول الوجوديون.

والإشكال الذي ذكرناه، والذي جعل من التنويريين ومن تعلق بهم أخطر من الملاحدة أنفسهم هو ذلك التأويل للمقدس لينسجم مع هذه الأهواء.

وكمثال على ذلك أن ما يردده حسن حنفي كثيرا في كتبه ومحاضراته من قوله: (ليس القرآن كتاب تحليل وتحريم، بل كتاب فكر .. وليس الغرض منه تغليف العالم بقوانين وتقييد السلوك الإنساني بقواعد بل مساعدة الطبيعة على الازدهار والحياة على النماء.. وما أسهل أن يولد الدفاع عن حق الله دفاعا مضاداً عن حق الإنسان)

ونجد نفس الدعوة عند زعيم الحداثيين الأكبر [محمد أركون] الذي جعل كل همه إزاحه الله من الدين، ليحل الإنسان بدله، وتصبح المركزية للإنسان بدل الله.. وقد كان من أوائل ما كتبه في هذا رسالته في الدكتوراه من جامعة السوربون عام 1969م، والتي تحمل عنوان [ نزعة الأنسنة في الفكر العربي، جيل مسكويه والتوحيدي]

وقد راح هو الآخر يستعمل القرآن الكريم لتحويله من كتاب إلهي مقدس يجب التسليم له، والخضوع لأوامره إلى كتاب إنساني، ونتاج بشري، خاضع للمناقشة، ويمكن للزمن والبيئة أن تؤثر فيه، وفي كل المفاهيم التي جاء بها، وقد قال معبرا عن ذلك بكل صراحة: (إن القرآن ليس إلا نصاً من جملة نصوصٍ أخرى،

اسم الکتاب : التنويريون والمؤامرة على الإسلام المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 43
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست