اسم الکتاب : التنويريون والمؤامرة على الإسلام المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 212
يعني ـ حسبما
يصور ـ أن الإنسان يمكن أن يمارس دوره في الخلافة من غير أن يعتقد وجود الله.. ومن
غير أن يؤمن به طبعا.. فالوجود هو الأساس لكل العقائد.
بل إنه رفعه إلى
رتبة الشهادة، وهي ليست شهادة التضحية ـ بحسب قصد شحرور ـ وإنما هي تلك الشهادة
التي وصف الله بها رسله عليهم الصلاة والسلام فقال عن المسيح: ﴿وَإِنْ مِنْ
أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ
الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا ﴾ [النساء: 159]، وقال عن رسول
الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم): ﴿فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ
أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا ﴾ [النساء: 41]
وبذلك تحول
هوكينغ ـ عند شحرور ـ إلى ما يشبه الأنبياء عليهم السلام، ذلك أنه لا فرق بينه
وبينهم سوى في تلك الجزئية البسيطة التي لا قيمة لها في موازين الحياة.. جزئية
الإيمان بالله.
ثم يترقى شحرور
في الرفع من مكانة هوكينغ ليذكر أنه غاية الغايات.. وأنه لولاه ما خلقت الأفلاك..
(فالهدف من وجودنا ـ كما يقول ـ يحققه أمثاله، وبدونهم سنبقى غافلين)
ثم يورد ـ
للتلاعب بمشاعر القراء ـ مقارنة بين إبراهيم عليه السلام ذلك الأواه المنيب،
وهوكينغ.. فكلاهما في نظره واحد.. وليس من فرق بينهما سوى في جزئية الإيمان..
والدليل على ذلك
ـ كما يصوره هو أن (الإنسان هو وجود فيزيولوجي (بشر) مضافاً له كم معرفي (الروح)،
وهذه الروح هي التي ميزته عن باقي المخلوقات، فكلما زاد الكم المعرفي زادت إنسانية
الإنسان وابتعد عن المملكة الحيوانية)، وبما أن هوكينغ له كم معرفي كبير ـ كما
يذكر شحرور ـ مقارنة بغيره، فهو صاحب روحانية
اسم الکتاب : التنويريون والمؤامرة على الإسلام المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 212