اسم الکتاب : التنويريون والمؤامرة على الإسلام المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 211
وأخيرا.. صار هوكينغ شهيدا
لم يكتف التنويريون
الجدد.. أولئك المستلبون فكريا وحضاريا وإيمانيا.. بالترحم على هوكينغ، وسكب
الدموع عليه وإقامة المآتم والتابينيات عنه وعن روحه.. وإنما راح بعضهم يحوله
شهيدا.. بل يحوله آية من آيات الله التي يباهي الله بها عباده.. ووليا من أوليائه
القديسين.. ويوشك أن يأتي بعض رجال الأعمال ليبني له قبة، ويؤسس له مزار.. وقد تتحول
بسببه واشنطن أو نيويورك أو أي مدينة تحظى بجسده، أو ببعض آثاره إلى مدينة مقدسة.
هذا الكلام ليس
مبالغة، بل هو حقيقة.. وقد أفرزها ـ للأسف ـ من لم نتوقع منه إلا ذلك.. وهو [محمد
شحرور] ذلك الذي يزعم أنه تنويري وقرآني، وهو يخرج لنا كل حين ما يثبت المسافات الهائلة
بينه وبين كليهما.. فالحقائق القرآنية واضحة جدا، ولا تحتاج إلى كل تلك التلاعبات
اللفظية التي يمارسها هو وأمثاله، وهي ما جعلتهم يلوون أعناق النصوص المقدسة
لتنسجم مع كل ما يريدونه، أو ما تفرزه أهواؤهم.
كتب محمد شحرور
في مقال له تحت عنوان [إني جاعل في الأرض خليفة].. وهو مقال يغزو الشبكات
الاجتماعية، وينتشر بينها انتشار النار في الهشيم.. يقول: (رغم أني كمؤمن موقن
بوجود الله، أختلف مع هوكينغ في هذه الجزئية تحديداً، إلا أنه بنظري شهيد، بغض
النظر عن إيمانه أو عدمه، فالهدف من وجودنا يحققه أمثاله، وبدونهم سنبقى غافلين)
ونلاحظ شحرور من
خلال هذه الكلمات كيف يهون من [وجود الله] الذي هو أساس العقائد، حيث أصبح عنده
مجرد جزئية بسيطة يمكن التنازل عنها.. وذلك
اسم الکتاب : التنويريون والمؤامرة على الإسلام المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 211