اسم الکتاب : التنويريون والمؤامرة على الإسلام المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 190
من أكثر الناس
بعدا عن الدين، بل كان منهم من يعتقد أن الدين أفيون الشعوب.. لسبب بسيط، وهو أنه
تأثر بأولئك الثوار الشيوعيين أو غيرهم، فراح لا يكتفي بتقليدهم في ثورتهم فقط،
وإنما يضيف إليها تقليدهم في إلحادهم وكفرهم بكل القيم الدينية.
ولو كنا نعدم
أبطالا وثوارا لكان في ذلك العذر لكل أولئك المتأثرين.. لكن المشكلة هي أن لنا من
الثوار والأبطال ما يقف كل ثوار الدنيا أمامهم موقف التلميذ من أستاذه، بل موقف
السفح من الجبل، والفأر من الأسد.. فأين أبطالنا العظام، وأين أولئك الأقزام؟
لكن تجاهلنا
لهم، وتكبرنا عليهم، وانشغالنا بمذاهبنا وطوائفنا صرفنا عنهم، ليهيئ الأرضية
لأولئك الذين وإن قبلنا ثوريتهم، فلن نقبل أخلاقهم ولا دينهم ولا سلوكهم.
ومن أقوى
الأمثلة على ذلك.. والذي تمنيت لو علق اسمه في كل محل، ووضع على كل راية، وثبت في
كل صدر.. وأنشدت له الأناشيد.. ومثلت فيه الأفلام.. وسميت باسمه الساحات.. إمامنا
العظيم، زعيم كل ثوار الدنيا، وأستاذهم الأكبر [الإمام الحسين] الذي هو مدرسة في
الثورة، ومدرسة في كل القيم الرفيعة..
فالتعلق به وحده
كاف لأن يحقق كل الأغراض.. أغراض الثورة على الظلم.. وأغراض الثورة على النفس..
وأغراض الترقي إلى الملأ الأعلى..
فالثوري الذي
ينطلق من الإمام الحسين يختلف اختلافا جذريا عن الثوري الذي ينطلق من [تشي غيفارا]..
فالأول ينطلق باسم الحق.. وبوسائل الحق.. لتحقيق الحق.. كما عبر الإمام الحسين عن
ذلك بقوله: (إني لم أخرج أشراً، ولا بطراً ولا
اسم الکتاب : التنويريون والمؤامرة على الإسلام المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 190