اسم الکتاب : التنويريون والمؤامرة على الإسلام المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 189
الإمام
الحسين.. وتشي غيفارا
لست أدري السبب
الذي يجعلني أشعر بكثير من الأسف والحزن والاشمئزار عند رؤيتي لصور [تشي غيفارا]،
وهي معلقة على الصدور والجدران ووسائل النقل وفي كل محل.. وعندما أستمع إلى تلك
الحناجر، وهي تتحدث عنه بكل احترام وتعظيم وتقديس.
وهذا ليس لكوني
من المعادين لهذه الشخصية، فأنا لا أعرف عنها الكثير، لا أعرف إلا أنه شخصية ثورية
كان لها دورها في خدمة بلدها وشعبها، وأنها أصبحت بسبب ذلك أيقونة ورمزا
للثورة..وهذا ما آلمني..
فقد كان يمكنني
أن أقبل تحول [تشي غيفارا] إلى رمز للثورة في أي بلد من بلاد العالم، وبين أي شعب
من شعوبها.. وكان يمكن أن أقبل بأن تعلق صوره ويقدس في كل تلك البلاد إلا بلادنا
الإسلامية.. لأننا بتعليقنا لصوره، وتمجيدنا له، واعتبارنا إياه رمزا كبيرا، نلغي
الكثير من الصور والرموز والأبطال.. لأن للنفس الإنسانية مساحة محدودة في تقبل
الأبطال.. فلا تستطيع أن تجمع بين الكثير منهم.. بل إنها كلما تأثرت ببطل راحت
تمحو غيره.
والمشكلة الأكبر
أنها عندما تتأثر ببطل من الأبطال، لا تتأثر به في الناحية التي برزت فيها بطولته
فقط، بل تتأثر بنواحيه الأخرى، والتي قد تكون انحرافا أو ضلالة أو فسادا.. بل إنها
قد تضيف إلى تأثرها كل شيء حتى طريقة تصفيف البطل لشعره، وطريقة مشيته وحديثه وكل
شيء يرتبط به.
وهذا ما جعل من
الحاملين لمشعل الثورة في بلادنا الإسلامية، ولفترة طويلة،
اسم الکتاب : التنويريون والمؤامرة على الإسلام المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 189