اسم الکتاب : التنويريون والمؤامرة على الإسلام المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 174
الرحمة..
والعدالة
يطرح الكثير من
التنويريين الجدد مسألة الرحمة الإلهية الخاصة بغير المسلمين بطريقة وكأنها من
القضايا المجمع عليها، وأن كل من مات في أوروبا وأمريكا وغيرهما، حتى لو كان ملحدا
عنيدا، وفاسقا عربيدا، سيدخل الجنة مباشرة، وستشمله رحمة الله الواسعة، وأنه كما
تنعم في الدنيا، سيتنعم في الآخرة، ولن يحاسب على شيء، ذلك أنه لم تبلغه الرسالة،
أو بلغته مشوهة، ولذلك ليس هناك حجة لمن سيسأله عن ربه ونبيه ودينه.
وهذا ما يجعل من المسلمين في بلاد
الإسلام، والذين يعيش أكثرهم في ظلال الفقر والبؤس، أو ظلال الاستبداد والظلم، في
حيرة من أمرهم.. فهم يحاسبون على الصغير والكبير في الدنيا والآخرة؛ فقد وردت
النصوص المقدسة الكثيرة التي تخبر بالعذاب الشديد المرتبط بما يفعلونه من ذنوب، والتي
تصف ذلك بدقة.. فالمسلم إن شرب الخمر سيسقى من طينة الخبال، كما ورد في الحديث عن
رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم): (إن على الله عهدا لمن شرب المسكر أن يسقيه من طينة الخبال،
قالوا وما طينة الخبال قال: عرق أهل النار أو عصارة أهل النار)[1]، وفوق ذلك، فلن
يشربها في الآخرة، كما ورد في الحديث: (من شرب الخمر في الدنيا يحرمها في الآخرة)[2]
أما الذي عاش في
أوروبا وأمريكا يشرب الخمر، ويدمن عليها، ويظل مترددا بين الملاهي، لا يعرف إلها
ولا دينا.. فهو عند هؤلاء المرجئة الجدد ممن تشملهم