اسم الکتاب : التنويريون والمؤامرة على الإسلام المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 172
يمارسه
المسلمون من شعائر وعبادات، وذلك لأسباب بسيطة جدا مقارنة بما يقوله هؤلاء
الفلاسفة الملاحدة الذين اتخذ الغزالي مطية للترحم عليهم؛ فقد قال في [المنقذ من
الضلال]، وهو من أواخر كتبه: (ثم رد أرسطاطاليس على أفلاطون وسقراط ومن كان قبلهم
من الإلهيين، رداً لم يقصر فيه حتى تبرأ عن جميعهم، إلا أنه استبقى من رذاذ كفرهم،
وبدعتهم، بقايا لم يوفق للنزوع عنها، فوجب تكفيرهم وتكفير شيعتهم من المتفلسفة
الإسلاميين. كابن سينا والفارابي وأمثالهما)[1]
وقال عند الحديث
عن قسم الإلهيات في الفلسفة الإسلامية المقتبسة من الفلسفة اليونانية: (وأما
الإلهيات: ففيها أكثر أغاليطهم، فما قدروا على الوفاء بالبراهين على ما شرطوه في
المنطق، ولذلك كثر الاختلاف بينهم فيه ولقد قرب مذهب أرسطاطاليس فيها من مذاهب
الإسلاميين، على ما نقله الفارابي وابن سينا، ولكن مجموع ما غلطوا فيه يرجع إلى
عشرين أصلاً، يجب تكفيرهم في ثلاثة منها، وتبديعهم في سبعة عشر)[2]
وتلك المسائل
الفرعية التي رأى الغزالي وجوب تكفيرهم فيها، ولم يبرر خطأهم فيها بكونهم مجتهدين،
هي ـ كما يذكر في المنقذ من الضلال ـ: (قولهم: إن الأجساد لا تحشر، وإنما المثاب
والمعاقب هي الأرواح المجردة، والمثوبات والعقوبات روحانية لا جسمانية.. وقولهم:
إن الله تعالى يعلم الكليات دون الجزئيات، فهو أيضاً كفر صريح، بل الحق أنه: ﴿لَا
يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَلَا
أَصْغَرُ مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرُ﴾ [سبأ: 3].. ومن ذلك