responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : التنويريون والمؤامرة على الإسلام المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 161

 

وهذا يصدق على كل الطوائف.. ففي الصوفية نواح كثيرة ممتلئة بالجمال والسمو والطيبة.. ففيه السلوك الطيب، والذوق الرفيع، والمعرفة السامية.. لكن الشيطان الذي لم يترك للمتشددين دينهم راح إليهم أيضا يشوه طرائقهم بالبدع والخرافات وأسرار الحروف والطلسمات والكشوفات التي ما أنزل الله بها من سلطان.. وهنا نقع في الحيرة.. هل ننكر كل شيء.. أم نقبل كل شيء.. أم يكون هدفنا الحق المجرد؟

ونفس الشيء يصدق على الحركات الإسلامية.. حيث نجد البعض يشكك في نياتها ويربطها بالماسونية وبالمؤامرات العالمية.. لكن الحقيقة التي يدل عليها ظاهر الأمر لا تدل على ذلك.. هم صادقون في نياتهم، ولكن قد يخطئون في بعض ممارساتهم ومواقفهم، والحكمة تدعونا إلى التمييز بين الحق والباطل، والخبيث والطيب، لا رمي الجميع في سلة واحدة.

وهكذا الأمر مع العلماء والمكتشفين والمخترعين.. ففيهم من قدموا خدمات كبيرة للإنسانية يحترمون عليها، ولكنهم في نفس الوقت قد أساءوا إلى الإنسانية بما نشروه من أفكار خطيرة، أو ما ادعوه من دعاوى عريضة.. والحق الذي يدعونا إلى الاعتراف بالأول، يدعونا إلى التحذير من الثاني.. حتى لا يصبح الأول مطية للثاني، وحتى لا نصبح وسائل وأدوات لنشر الباطل من حيث لا نشعر.

وقد أشار القرآن الكريم إلى هذا المعنى في قوله تعالى: ﴿لِيَمِيزَ اللَّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَيَجْعَلَ الْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ فَيَرْكُمَهُ جَمِيعًا فَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ ﴾ [الأنفال: 37].. فالله تعالى أخبر أنه يميز الخبيث من الطيب قبل أن يرميه في جهنم.. فجهنم مأوى الخبيث لا الطيب.

اسم الکتاب : التنويريون والمؤامرة على الإسلام المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 161
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست