responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : التنويريون والمؤامرة على الإسلام المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 160

 

الحق.. والخلق

من أعظم الابتلاءات التي وضعت لتمييز المتجرد للحق من المتبع لهواه ذلك الابتلاء المرتبط بكون الباطل لا يكاد يخلو من الحق، وكون الحق مستعدا للتبلس بأي باطل.. ذلك أن الشر المجرد لا يكاد يوجد، وهنا يقع التمحيص والابتلاء.. لنرى أنفسنا هل نتبع الحق لكونه حقا، أم لكون هوانا هو الذي جرنا إليه؟

والأمثلة على ذلك أكثر من أن تحصى.. فنحن مثلا قد نختلف مع المتطرفين في كونهم يتشددون ويتنطعون، وربما يجرهم التشدد إلى العنف.. ولكنا مع ذلك إن عدنا إلى دينهم وجدناهم مؤمنين بالله ورسله، ويعظمون الله ورسله.. ويعظمون الشريعة، ويحترمونها.. ونحن مطالبون في هذا بأن نحترمهم لأجل هذه السلوكات الصحيحة الشرعية، وأن نقبلها منهم، ونشجعهم عليها، ومطالبون في نفس الوقت بالإنكار على تشددهم وتنطعهم وعنفهم.

وهنا يحصل الامتحان.. فمن الناس من ينظر إلى تعظيمهم لله ولرسوله ولما يرتبط بهما من أحكام وشرائع، فيتصور أنهم على الحق المجرد الذي لا يجوز خلافه، فيقع معهم في شراك التشدد والتطرف..

ومن الناس من يخالفهم في تشددهم وتطرفهم، ولكن خلافه يذهب به؛ بعيدا فيجعل همه لا الحق المجرد، وإنما مخالفتهم، فيقع عند فعله لذلك في مخالفة الشريعة، بل في مخالفة قضايا قطعية من الدين، فيظلمهم بذلك، ويظلم نفسه، ويظلم الحقيقة.. وكل ذلك بسبب كونه جعل خلافهم هدفا ومصدرا للحقيقة، ولم يجعل الحقيقة نفسها مصدره.

اسم الکتاب : التنويريون والمؤامرة على الإسلام المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 160
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست